تعليق صحفي
رؤية اوباما للتسوية في فلسطين فرقعات في الهواء
أعلنت الإدارة الأمريكية أنها "تدرس طرح رؤية لتسوية فلسطينية –إسرائيلية"، يأتي ذلك الإعلان قبل أربعة أسابيع على مؤتمر باريس الهادف إلى تحريك "عملية السلام" (وكالة معا4/5/2016).
لا يخفى على المتابع السياسي أن أمريكا في سنتها الانتخابية تدخل حالة البطة العرجاء التي لا تقوم خلالها بتحركات سياسية جوهرية وجادة لإنهاء ملفات سياسية حساسة، وإنما تركز على الساخن منها، ولا أسخن من ملف الثورة في الشام، لأنه زلزال مستمر يهدد الوجود الرأسمالي والاستعماري في المنطقة كلها.
لذلك فإن ما تقوم به أمريكا في هذه الفترة هو من باب ضرورة التفاعل مع المبادرة الفرنسية لتحريك المفاوضات ما بين السلطة الفلسطينية وكيان الاحتلال اليهودي، التي لا زالت تحدث ضجيجا إعلاميا. صحيح أن أمريكا تدرك أن فرنسا عاجزة عن إحداث تغيير جوهري في مسار القضية، ولكن أمريكا تتحسس من محاولات الدول الأوروبية استغلال الأجواء السياسية للولوج إلى ساحة الحراك السياسي العالمي للحل السلمي.
ولذلك تتحرك أمريكا من باب إدارة الأزمة، حتى تبقي الأمور كلها بأيديها، ومن ثم فلا جديد فيما أعلن عنه من رؤية أوباما خارج هذا السياق السياسي "الأعرج". وخصوصا مع استمرار حقيقة التناقض القائم ما بين أية رؤية أمريكية "محدثة"، لا تخرج عن "حل الدولتين"، وبين رؤية نتنياهو الليكودية التوسعية الرافضة لأي انتقاص من "السيادة" اليهودية على فلسطين.
إن المبادرات السياسية هي دحرجة لقضية فلسطين على منحدر التنازلات، ولا حل فلسطين وقضيتها خارج ساحات الوغى وتحركات الجيوش، وحريّ بكل مخلص من أبناء فلسطين والأمة، أن يدرك أن هذه التحركات السياسية هي فرقعات في الهواء، وتسكين للأوجاع.