تعليق صحفي
إن لم تستحي فقل ما شئت يا عباس!
في حوار مع القناة الثانية العبرية، تحدث محمود عباس رئيس السلطة بكل قبح وصلافة متحدياً مشاعر الناس وأهالي الشهداء وأنات الجرحى وآلام المعتقلين، مظهراً الولاء التام والحب والشفقة والمودة "للإسرائيليين"، وأنه يتطلع للعيش معهم بسلام، وأنه يتألم لمقتل أبنائهم ونسائهم، ويفاخر بحرصه على أمنهم واستقراراهم وتنسيقه الأمني معهم، زاعماً في الوقت نفسه أن كلا الشعبين، الفلسطيني و"الإسرائيلي"، يريدون السلام ولو ترك الأمر لهم لأنجزوا السلام في غضون أسبوع، ولو ترك له الأمر لأنجز كل الملفات العالقة في يوم واحد!!
يأتي حديث عباس في ظل سياسة الانبطاح الاستراتيجي التي ما عادت السلطة تستحي منها بل تفاخر بها، فوفودها تعزي بضباط الاحتلال وأجهزتها تلاحق كل من يفكر بأذى الاحتلال، وزعيمها يستمع ويطرب للأغاني العبرية، ووفود يهود تصنع له تمثالا وحاخاماتهم يباركونه! فإلى أي ارتكاس وصلت السلطة وأزلامها وهل بقي بعد كل هذه الخيانة والتآمر وموالاة الأعداء من شيء؟!
إن السلطة عدوةٌ لأهل فلسطين وهي إلى "الإسرائيليين" أقرب، وهذه حقيقة باتت كالشمس في رابعة النهار، لا يماري فيها عاقل، ولا يخاصم عن هذه السلطة الخائنة إلا جاهل أو مستكبر أو منتفع.
إن السلطة بتصريحات زعيمها تعطي مثالاً آخر لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم"، فالسلطة ليست من أهل فلسطين؛ تبغضهم وتبغض كفاحهم وجهادهم ومقاومتهم وتضحياتهم، وتحاربهم في دينهم ومقدساتهم وتمسكهم بالأرض المباركة، وأهل فلسطين كذلك من هذه السلطة وأزلامها وجرائمها وتفريطها براء ويلعنونها صباح مساء.
إن على أهل فلسطين أن يرفعوا الصوت عالياً أكثر فأكثر في وجه هذا الانبطاح والتآمر السلطوي، لترفع هذه السلطة الدخيلة يديها عن قضية فلسطين، لتعود فلسطين قضية المسلمين جميعاً، وأن يوجهوا النداء لإخوانهم في جيوش الأمة بضرورة التحرك سريعاً نصرة للأقصى والأرض المباركة، ليخلصوها من احتلال يهود وأذنابهم، فيدخل المسلمون الأرض المباركة مهللين ومكبرين، وحينها سيعلم يهود وسيعلم عباس وزمرته وحكام المسلمين الخونة أصحاب مبادرة التطبيع العربية وكل من سولت له نفسه بالتآمر على مسرى رسول الله واهل فلسطين المسلمين، سيعلم كل هؤلاء أي منقلب ينقلبون.
(الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا)