تعليق صحفي
على حماس ألا تتبع خطوات الشيطان إرضاء لحاكم مصر
أدلى القيادي في حركة حماس محمود الزهار بتصريحات تفيد بنية الحركة تقديم ردود على العروض التي قدمها لهم نظام مصر ممثلا بجهاز مخابراته، بعد لقاءات جمعت وفد حماس بجهاز المخابرات المصري قبل عدة أيام، حيث صرح في حديثه بأن حماس ترفض التدخل في الشأن المصري وأن "الجانب المصري لم يطلب منهم التدخل في قضية سيناء والتي تشهد توتراً أمنياً، مشدداً على أن حركته لا تسمح بإخراج سلاحها من غزة ولا تتدخل في شئون الدول وهو موقف ثابت لدى الحركة".
ولمح في كلامه إلى الحرب على المتشددين، وذلك بعد الأخبار التي نقلتها صحيفة الشرق الأوسط التي كشفت عن اعتقالات واستدعاءات تجريها سلطة حماس في صفوف السلفيين بغزة، بعدما أزالت شعارات عديدة للإخوان مرفوعة في قطاع غزة، بعد لقاءات وفد حركة حماس بالمخابرات المصرية وبعد أخبار كثيرة حول نية حماس التنصل من تبعية حركة الإخوان المسلمين، وإزاء هذه الأخبار نقول:
إن الغرب وأدواته وعلى رأسهم أمريكا والنظام التابع لها في مصر يعملون على كسر إرادة الأمة في مصر وفلسطين، وعلى حرف الحركات الإسلامية واحتوائها وتدجينها، فمثلما يعمد الغرب إلى فصل جبهة النصرة في سوريا عن تنظيم القاعدة والفصائل المسلحة الأخرى، فإنه يعمل على تكريس الفصل وتغيير الأهداف بالضغط على حماس للتنصل من بعدها الإخواني، وذلك في هدف خبيث، وهو إعادة تموضع الحركات الإسلامية تحت بوتقة الحدود التي رسمها الغرب الكافر وقامت على حمايتها الأنظمة العميلة، وجعلها مجرد حركات وطنية بمسحة إسلامية لا تقدم ولا تؤخر في واقعها.
وإن قيام حكومة حماس في هذا التوقيت بإرسال رسائل طمأنة للحكام عبر الإعلان عن اعتقالات في صفوف بعض الجماعات الإسلامية ليس شأنا يخصها وحدها، فدماء المسلمين وحرماتهم ليست ثمنا تقدمه حماس أو غيرها لإرضاء حاكم مصر وإعلامه ومخابراته، بل إن هذا الأمر هو صورة من صور الركوع والانحناء لهذه الأنظمة، وترضيتها على حساب أبناء المسلمين، وإمعان في محاولة ثبت فشلها وهي التقرب من الغرب وأنظمته العميلة بتقديم نموذج معتدل إزاء نماذج يصفها بالتشدد، وما وصف القيادي في حماس لبعض الحركات بالتشدد إلا سيرا في هذا الركاب، والذي أثبت فشله من قبل، فالغرب لا يعادي حركة هنا أو هناك بقدر ما يعادي الإسلام نفسه وأي محاولة للتغيير و الانعتاق على أساسه.
إن تكرار الحديث عن دور لحركة حماس في الحفاظ على أمن مصر في سيناء، إنما هو جر لحركة حماس في السير على طريق الأنظمة المرتزقة والتي تتخذ من شعار مكافحة الإرهاب وسيلة للتقرب للغرب، بل هو كارثة خطيرة ستقع فيها حماس إن شاركت في ذات النهج لنوال رضا النظام المصري الذي هو مجرد بيدق بيد أمريكا تحركه كيف تشاء، ومن مصلحة أمريكا إيجاد حالة الاقتتال بين أبناء المسلمين، سواء في سوريا أو في فلسطين أو العراق أو مصر أو غيرها من بلاد المسلمين.
إن السلطة التي انضوت تحتها حركة حماس أدت بها للحفاظ على أمن كيان يهود في ظل هدن لم تحقق لها شيئا، فعلى حماس أن لا تمد يدها لأي عمل أمني في سيناء أو غيرها، إرضاء لنظام مصر العميل والذي لن يكتفي بجر حماس لقتال في سيناء بل سيطلب منها المزيد والمزيد من أعمال لن تجر عليها سوى الحسرة والندامة والإيغال في دماء المسلمين.
إن ما يصرح به بين الفينة والأخرى في موضوع الحفاظ على أمن مصر، إنما يهدف لإشراك حماس في منظومة الأعمال القذرة التي تقوم بها هذه الأنظمة، خدمة للغرب وتأمينا لكيان يهود، والواعي هو من يطلب أن تتحرك جيوش الأمة لتحرير فلسطين والقدس، لا أن يقبل بأدوار مشبوهة لن تخدم سوى الغرب الكافر، وهل يعقل أن مصر الدولة المحورية في المنطقة تعجز عن إيقاف تلك الأعمال التي تستهدف جنودها في سيناء؟ بينما تستطيع حماس وهي مجرد حركة أن توقف تلك الأعمال؟!!، أم أن المراد هو جر حماس وغيرها للقيام بالأعمال القذرة نيابة عن تلك الأنظمة!؟.
فالحذر الحذر من هذا الانجرار الذي لن يخفف الضغط الواقع على حماس، بل سيزداد طالما بقيت أمريكا وعملائها ممسكون بزمام الحكم في المنطقة.
"الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"