تعليق صحفي
من فشل إلى فشل، مشروع منظمة "التحرير!" يطرح كل البدائل إلا خيار التحرير!
قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية بأنه يجب إعادة صياغة المشروع الوطني، واعتبر أن الحل الأنجح للصراع لا بد أن يشتمل على أمور ثلاثة، مقاومة شعبية على الأرض، وتدويل الصراع، والبحث عن آفاق سياسية عبر المؤتمر الدولي المقبل في فرنسا.
كلام اشتية اعتراف آخر بفشل "المشروع الوطني" وعدم قدرة أصحابه على تقديم رؤية واضحة لتحرير الأرض والمقدسات بل واصرارهم على التضليل بطرح خيارات لا تؤدي بحال إلى تحرير فلسطين!
وليس ذلك غريباً على مشروع أسقط أصحابه كل أشكال التحرير وبقوا متعلقين بقشة الحلول السياسية لقضية عسكرية، وليس ذلك غريباً على منظمة رهنت قرارها بالقوى الاستعمارية التي مكّنت يهود من احتلال فلسطين ورعت كيانهم ولا زالت تمده بالمال والسلاح والعتاد، منظمة ما أنشئت وألبست ثوب "الممثل الشرعي والوحيد" إلا لإخراج القضية من عمقها الإسلامي لتتمكن من إضفاء "الشرعية" على كيان يهود المحتل، بل ولحماية أمنه عبر ما أفرزه هذا المشروع من سلطة التنسيق الأمني "المقدس".
إن الأطروحات التي تقدمها المنظمة ورجالاتها لا تسمن ولا تغني من جوع، وهي خيارات لا تنبع من تطلع الأمة لفلسطين ونظرتها العقدية لمسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل أطروحاتهم هذه لا تعدو محاولة بائسة لتغطية عوراتهم التي انكشفت أكثر في ظل انسداد الأفق السياسي وانشغال القوى الدولية بملفات أكثر سخونة.
إن فلسطين لا حل لها سوى تحريرها (وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ)، ولن يكون ذلك إلا باقتلاع كيان يهود من جذوره، وكل من يروّج لغير ذلك فهو مفرّط بالأرض والمقدسات و"مشرّع" لاحتلال يهود للأرض المباركة، وإن البوصلة يجب أن تبقى موجه نحو تحريك جيوش المسلمين لتقوم بواجبها وتتحرك من فورها فتعيد فلسطين إلى حياض المسلمين.