تعليق صحفي

ميناء غزة فتيل القنبلة وملتقى الخلافات!

تضافرت خلال الأسبوع الماضي الأخبار والتقارير والأحداث التي تدور عن مفاوضات مستمرة بخصوص ميناء غزة وجعله منفذا لغزة إلى العالم تحت رقابة أمنية مشددة، فذكرت أخبار عن أخذ ورد داخل كيان الاحتلال حول الفكرة وتفاصيلها، وأخبار على لسان قيادات حمساوية تؤكد وجود تقدم جدي في ملف مفاوضات الميناء، وتقارير صحافية يهودية تصف ميناء غزة بأنه من الممكن أن يمنع انفجار برميل البارود، وحدثت ملاسنات بين قيادات فتحاوية وحمساوية حول الموضوع، واتهامات من كيان يهود لتركيا بدعم توسيع ميناء غزة وتعميقه تحضيرًا لاستقبال السفن الكبيرة، كما خرجت تقارير توضح أن الموضوع أصبح موضوعًا ساخنًا لدى قادة الاحتلال وأنهم يتداولون خمسة اقتراحات منها : إقامة ميناء بحري داخل الأراضي المصرية في منطقة العريش، وبناء ميناء على جزيرة اصطناعية أمام بحر غزة، وبناء ميناء على شواطئ غزة، وبينت الأخبار في مجموعها مدى تدخل الدول الإقليمية وغير الإقليمية في موضوع غزة، فبين إيران و تركيا و قطر والسعودية ومصر وأميركا وأوروبا وكيان يهود والسلطة تتأرجح غزة وميناؤها.

إن كل هذا التشابك يؤكد من جديد بأن القرارات المتعلقة بفلسطين يتم ضبطها بما يتوافق مع كل هذه المصالح المختلفة جزئيًا أو كليًا، وأن مصير أهل غزة وغزة وفلسطين مرتبط بقرارات الاحتلال والاستعمار وأزلامهما من الحكام على اختلاف أدوراهم، فمصر تمارس دورًا قذرًا سافرًا ضد غزة وفلسطين، وإيران ثعلب يلبس ثوب المقاومين، وقطر صراف مركزي لتدجين غزة، والسعودية راعية كل مطب سياسي، والسلطة وكر الرذائل السياسية، أما تركيا فحليف أميركا وذراعها للجم تمادي الكيان في خروجه عن السكة.

وإذا أضفنا ما يعانيه أهل غزة الآن من حصار وضيق عيش قاتل، وضيق صدر خانق من المجريات السياسية، وعلى ضوء المعطيات السابقة فإن أهل غزة يهيأون لقبول أي اتفاق سياسي يخرجهم من حالتهم المتردية ماديًا ومعنويًا وسياسيًا.

ولكننا نذكر أهل فلسطين وأهل غزة بأن من لا يعتبر بغيره فسيصبح عبرة لغيره والمؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين، فإن أهل المكر يرغبّونكم بطيب العيش بعد ضيقه كل مرة مقابل جزء يقضمونه من أرضكم ومن كرامتكم ومن حياتكم، ثم يعيدون عليكم الكرّة كرّةً أشد منها وهكذا..، وليس لكم إلا التمسك بأرضكم والموت في سبيل الله  فهو خير لكم من أن تقتاتوا على كرامتكم وأرضكم المقدسة رغم تآمر أهل الأرض عليكم، فإن الله ناظر إليكم، وإن أمتكم تراقبكم تنتظر يومًا تكسر فيه قيد الأنظمة الجبرية وتتخلص من الاستعمار وأدواته لتنقض على هذا الكيان البغيض انقضاضة واحدة تنهيه من الوجود كما طردت من قبل الصليبيين والتتار من بعد ضعف، وإن تاريخكم حافل بالوقائع، وقرآنكم حافل بالبشائر، وأمتكم فيها إرهاصات التحرير، فكونوا مع الله ولا تبالوا..