تعليق صحفي
طفل تونسي لم يبلغ الحلم يمثل الأمة وتطلعاتها، أما السلطة الفلسطينية فتأبى أن تبلغ الفطام لعلها تعقل يوما!!
انسحب الطفل التونسي محمد حميدة، لاعب المستقبل الرياضي التونسي للشطرنج، البالغ من العمر 10 سنوات، من بطولة الشطرنج للعالم بعد رفض ملاقاة نظيره "الإسرائيلي" في إطار تصفيات بطولة العالم الدولية للشطرنج لتلاميذ المدارس، التي تدور في أباشي برومانيا. وقال الطفل التونسي في خضم رده على الانسحاب من المباراة: "لن أواجه قاتل اخوتي في مجرد لعبة، الأصح أن أواجه على أرض القدس".
في حين ذكر مصدر فلسطيني مطلع مساء الخميس، أنّ لقاءاً أمنياً عقد في مدينة القدس بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل"، وفق موعد سابق ومقرر بين الطرفين.
وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر أسمه أنّ الوفد الأمني الفلسطيني ضم اللواء ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية، حسين الشيخ رئيس هيئة الشئون المدنية، وزياد هب الريح مسئول جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية، ومن الجانب "الاسرائيلي" منسق شؤون المناطق بولي مردخاي وعناصر أمنية أخرى.
طفل في العاشرة من عمره من تونس الخضراء عبّر عن تطلعات الأمة وتوجهها، وسطر بكلماته القليلة وموقفه المشرف موقفا عظيما ينم عن الوعي المتنامي لدى أبناء الأمة الإسلامية، ليبرهن على أنّ الأمة الإسلامية أمة حية آخذة بالنهوض والصحوة التي ستقلب الموازيين وتعيد صياغة معادلة الصراع في العالم الإسلامي، وصولا إلى استعادة عزة الأمة وكرامتها في ظل خلافة راشدة تعتلي مركز الدول الرائدة في العالم، فأمة هذا هو حال أطفالها لا يليق بها مكانة دون قيادة العالم.
أما حكام المسلمين وأشباههم فهم دخلاء على الأمة، غرباء عن ثقافتها، أعداء لقضاياها، لا يعكسون إلا الذل والخنوع، وحالة الاسترقاق عند أعداء الأمة، وهم يشهدون على أنفسهم بأنّ الأمة بريئة منهم، وأنهم ليسوا منا ولا نحن منهم. قادة السلطة يلتقون قتلة أهل فلسطين وأطفالها ونسائها، ومدنسي الأرض المباركة لينسقوا معهم حول كيفية القضاء على كل ما يعكر صفو يهود أو يهدد أمنهم في الأرض المباركة فلسطين.
هي قمة المفارقة إذاً، بين موقف عظيم من طفل صغير لم يبلغ الحلم بعد، وموقف مذل يقطر بالخزي والعار من سلطة تأبى أن تبلغ الفطام لعلها تعقل ذات يوم فتدرك أن لن ينالها من استماتتها في خدمة إعداء الله إلا الخزي في الدنيا ولعذاب الآخرة أشد.
فقريبا سيكتب المؤرخون هذه المواقف التي يندى لها الجبين عن هؤلاء المرتزقة على أنّها من عصور الانحطاط والتردي التي ستتمنى الأجيال القادمة لو لم تمر بها الأمة حتى لا تكن كالندبة في جبينها الناصع البياض، فلو كان في السلطة الفلسطينية رجل رشيد لاتعظ بما حل بمن قبلهم من العملاء والخونة لقضايا أمتهم، وما جيش انطوان لحد عنهم ببعيد!!
(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ * كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)