تعليق صحفي

من ظننا ألمانيا أو اليابان فهو مخطئ، فنحن أمة لا نستسلم

قصفت الطائرات الروسية مدرسة ومستشفى ومخيمات للاجئين في ريف إدلب وريف حلب مما أسفر عن مصرع 23 شخصاً وإصابة العشرات.

تستمر الجرائم الروسية الإيرانية الأسدية برعاية أممية وبمخطط أمريكي، قتلاً للأطفال والنساء والشيوخ وتشريداً للمدنيين، وكل ذلك سعياً لكسر إرادة أهل الشام وإحباط الإمة الإسلامية من خلفهم.

لكن من ظن أننا ألمانيا أو اليابان سنرفع العلم الأبيض بمجرد إلقاء قنبلة نووية أو استخدام سلاح فتاك فهو مخطئ، من ظن أنه بقتله لأطفالنا وتدميره لمدننا وحواضرنا سيرغمنا على القبول بالحلول الاستعمارية الاستعبادية ويجعلنا نقبل الدنية في ديننا فهو مخطئ، من ظن أن المجازر الوحشية التي ترتكب بحقنا ستكسر عزيمتنا وتدفعنا للتخلي عن ايماننا فهو مخطئ، فليعد قراءة التاريخ مرة أو مرتين أو مرات كثيرة، فليقرأ القادسية واليرموك وحطين وعين جالوت وذات الصواري؛

فأمة محمد صلى الله عليه وسلم لا تعرف الهزيمة والاستسلام، فعزمها من عقيدتها، وعقيدتها ربانية تصنع الرجال والأبطال، ولئن غُلبت الأمة في معركة أو اثنتين فسرعان ما تستجمع قواها من جديد ولا تنكسر، وكيف لها أن تحبط أو تنهزم وهي تستمسك بحبل الله الذي لا ينقطع؟! كيف لها أن تنكسر وهي تعلن أن قائدها للأبد هو محمد صلى الله عليه وسلم؟! كيف لها أن تنكسر وهي تحب الموت في سبيل الله محبة الكافرين للحياة بل أكثر؟! كيف لها أن تنكسر وهي على يقين بأن دينها حتما سيظهر على الدين كله ولو كره المشركون والمستعمرون؟! كيف لها أن تنكسر وهي حتماً ترى تحقق وعد الله بالنصر والتمكين واقعاً لا محالة.

إن المجازر والقتل والتشريد لن تزيد المسلمين إلا ايماناً وتسليماً بأمر الله واعتصاماً بحبله واصراراً على السعي لإقامة صرح الخلافة على منهاج النبوة التي تعيد للمسلمين عزهم وكرامتهم، وتنتقم ممن اعتدى عليهم بل وتشرد بهم من خلفهم، ولئن ظنّ هؤلاء المجرمون أنه سيسقط في أيدينا فقد أخطأوا الظن وخابوا الفأل، فنحن أمة لا نركع إلا لله، نحن أمة نستشهد أو ننتصر.

(إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)