تعليق صحفي

منطق كيري العنجهي...إما أن تقبلوا الحل الأمريكي أو نسحق سوريا!

في تسجيل مصور، قال جون كيري: "إنه بدون المفاوضات فإن إراقة الدماء سوف تطول حتى يتم تحويل آخر مدينة إلى ركام، كما سيتم عمليا تدمير كل بيت، وكل شكل من أشكال البنية التحتية، وكل مظهر من مظاهر الحضارة".

وللتعليق على ذلك نذكر الأمور التالية:

1.    إن منطق كيري العنجهي هو منطق البطش والتدمير والتهديد والوعيد الذي اعتمدته أمريكا منذ بداية الثورة في الشام، فلم يكن شعار النظام "الأسد أو نحرق البلد" إلا بتوجيه أمريكي لقمع الثورة سعياً لوأدها، ولم يكن تهديد الإبراهيمي بقتل وتشريد الملايين إلا بتوجيه أمريكي كذلك للحيلولة دون استمرارها، فأمريكا هي التي دعمت الأسد "سراً وعلانية"، وأمريكا هي التي جلبت إيران لمحاولة التصدي للثورة، وأمريكا هي التي جلبت روسيا لتستعين بها بعد فشلها في إجهاض الثورة، فهي سبب كل ما يحل بأهل الشام من قتل ودمار، وليس ذلك تفسيراً يعتمد على نظريات بل واقع بات أهل الشام يحسونه ويلمسونه لمس اليد.

2.    إن حرص كيري على إنجاح مفاوضات جنيف هو دليل واضح لمن بقي على عينيه غشاوة أن كل ما يراد من جنيف هو المحافظة على مصالح أمريكا في المنطقة عبر تكريس تبعية سوريا لها واستمرار النظام العميل بشكل أو بآخر، وما دعوى الحرص على المدنيين الذي يزعمه كيري إلا كذب مفضوح.

3.    إن أمريكا تسعى لإنجاح مخططاتها والالتفاف على الثورة من خلال المفاوضات بعد أن فشلت في تحقيق ذلك عبر القتل والتدمير.

4.    إن أمريكا تدرك بأن من يتفاوضون في جنيف لا يمثلون أهل الشام وأنهم غير قادرين على تنفيذ أجنداتها على الأرض لذلك تتوسل لإنجاحهم عبر تهديد الناس وتخويفهم من فشل المفاوضات.

5.    إن أمريكا لم تدرك حقيقة هذه الأمة بعد، وتهديد كيري هذا دليل على ذلك، فخمس سنوات من القتل والمجازر والدمار لم ترهب أهل الشام ولم تدفعهم للاستسلام أو الرضى بالحلول الغربية الاستعمارية، أيظن كيري بتهديداته الرعناء هذه بأنه قادر على إخافة أهل الشام؟!

6.     إن ثمن الدماء الطاهرة التي أريقت على ثرى الشام المباركة لا يعدلها سوى أن تتحرر الشام من كل تبعية ويطبق فيها الإسلام في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة، وغير ذلك من أطروحات هي تضييع لثورة الشام وتضييع لتضحيات أهلها. وليعلم أهل الشام الأبرار أن النصر مع الصبر، وأن أشد لحظات الليل حلكة هي ما يسبق بزوغ الفجر فلا يغتروا بتهويل المثبطين ولا بخداع المخادعين ولا بمن يروج لحلول المستعمرين، بل ليثقوا بوعد الله بالنصر والتمكين فهو نعم المولى ونعم النصير.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ)