تعليق صحفي
الشام في بؤرة مؤامرة عالمية يشارك فيها القريب والبعيد
في برد الشتاء القارص تفترش مئات العائلات السورية العراء وتلتحف السماء، بالقرب من الحدود التركية، بعد أن اضطروا للفرار من منازلهم في المدن والبلدات التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في ريف حلب الشرقي نتيجة القصف الروسي المكثف على المنطقة.
لم يُبق تطور الأحداث في الشام مجالا للشك في حجم المؤامرة التي تشن على الشام وأهلها تحت ذريعة محاربة الإرهاب. لقد تحزّبت القوى الدولية والإقليمية ضد أهل الشام سراً وعلانية، وبعد أن كان الثوار يواجهون الأسد وعصابته باتوا في بؤرة مؤامرة تشترك فيها الدول الغربية والإقليمية.
لقد سعى الغرب باستغلاله لشماعة الإرهاب إلى المشاركة الفعلية في قصف الشام والتآمر على أهلها، والفتك بثوارها والتعاون مع المجرم بشار بذريعة القضاء على الإرهاب!! وتحت نفس الشماعة سعى حكام العرب والمسلمين ليعلقوا عليها تخاذلهم وتآمرهم على أهل الشام الأبطال.
وفي جنيف بدأت مساء اليوم المحادثات السورية في غياب وفد المعارضة، وفي ظل خلافات حادة بين الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة، ورفض لشروط وقف إطلاق النار والقصف، ويحدث ذلك بالتزامن مع حرب شرسة يقودها النظام ضد معضمية الشام وتشديد حصارها ليقتل أهلها، فضلا عن القصف المتواصل لمدن الشام وأهلها غير الخاضعة للنظام من قبل الطائرات الروسية والتحالف.
فالمحصلة، هي قصف وتجويع وقتل وتشريد في مقابل مفاوضات مذلة لوأد الثورة وإفراغها من مضمونها، للقبول بالحلول الأمريكية، "تفاديا" لاستمرار القتل والإجرام. هذه هي المعادلة التي تظن أمريكا أنها قادرة على فرضها، مستندة إلى العقلية الغربية التي لا تؤمن إلا بالحسابات المادية والميكافيلية الغربية.
أما أهل الشام فقد أثبتوا بأنهم أحرار عمالقة، ما كان يتوقع العالم وجود أمثالهم بعد العقود العجاف التي مرت على الأمة فظنها الغرب قد ماتت، وسيثبتون بعون الله أنهم الصخرة التي ستتحطم عليها كل آمال الغرب في الشام، وما ذلك عنهم ببعيد ولا على الله بعزيز.
{إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}