تعليق صحفي
أمريكا تؤجج النزاعات الطائفية ولكنها لن تسمح لعملائها بأن يؤثر ذلك على مصالحها
حث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري السعوديين والإيرانيين على اعتماد الحوار لتخفيف حدة التوتر بين الدولتين، إذ "ثمة قضايا أخرى ملحة في المنطقة"، بحسب مسؤولين أمريكيين.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي إن كيري تحدث هاتفيا عدة مرات مع مسؤولين سعوديين وإيرانيين بينهم ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ووزيري الخارجية بكلا البلدين، وأكد كيري - خلال المكالمات - على أهمية الدفع من أجل التوصل لاتفاق سلام في سوريا، بحسب ما ذكره كيربي في مؤتمر صحفي. وأضاف: "يتصدر أولويات كيري بشكل واضح عدم السماح بتعثر أو تراجع عملية فيينا"، وذلك في إشارة إلى محادثات بالعاصمة النمساوية بشأن سبل الوصول لسلام في سوريا.
تسعى أمريكا إلى احتواء الثورة السورية منذ بدايتها من خلال تبني معارضة الفنادق في الخارج ولم تنجح، وأنفقت الأموال ودربت بعض المرتزقة ولم تفلح، ثم استغلت النعرات الطائفية بين السنة والشيعة وأدخلت إيران وحزبها في لبنان لمحاربة الثورة في داخل سوريا وفشلت فشلا ذريعا، ثم استعملت روسيا لمساندة النظام ومحاربة الثوار ولم تنجح في إيجاد بديل عن عميلها الأسد يقبل به الثوار أو القبول بالأسد نفسه.
فلجأت إلى الطرف المسمى "سني" حكام السعودية وتركيا ومصر وغيرهم من العملاء لشراء بعض الذمم وتشكيل رأس للثورة يقبل بالتفاوض مع النظام مستغلة القصف الروسي والأردني والنظام السوري والقتل والتجويع والبراميل المتفجرة كل ذلك من أجل أن يؤيد الناس المرتزقة الذين تم شراؤهم وقبلوا بحضور مؤتمر الرياض ومستعدون لمفاوضة النظام للوصول لحل يحافظ على النظام العلماني في سوريا ولو بإزالة بشار العميل ووضع عميل آخر من جنس النظام العلماني وإبعاد شبح النظام الإسلامي "الخلافة" التي يطالب بها معظم الثوار والناس.
إذا أمريكا التي أشعلت الطائفية في لبنان وسوريا والعراق وأفغانستان لن تسمح بأن يخرج العملاء مثيرو الفتن الطائفية "حكام السعودية وإيران" عن الخط هذه المرة وستنهي المسألة سلميا بأن يكتفي الطرفان ببعض المشادات الكلامية والإعلامية فقط،
فهي تستغل الطرفين هذه المرة في سوريا علها تنجح في حسم الأمر فتحرف الثورة عن مسارها وتوجد البديل العلماني الذي يحقق مصالحها في سوريا وتبعد شبح الخلافة الذي يهدد مصالحها ونفوذها في العالم الإسلامي بل ربما يلحق بها إلى عقر دارها إن بقي لها عقر دار، وإننا نأمل من الله أن يرد مكرهم إلى نحورهم وأن يوفق الثوار المخلصون على إفشال خطط أمريكا التي تنفذها بأيدي السعودية وإيران وتركيا وأشياعهم ممن باع دينه بعرض من الدنيا زائل.