تعليق صحفي
عباس يعلن أن "السلطة الفلسطينية" ستبقى...لكن لتخدم الاحتلال!
قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن حل أو انهيار السلطة الفلسطينية أمر غير مطروح، ووصفها بأنها واحدة من منجزات الشعب الفلسطيني. وأضاف في كلمة بمناسبة الذكرى الـ51 لانطلاقة حركة (فتح) التي يتزعمها، أن جميع القرارات المصيرية المتعلقة بمستقبل الأرض والشعب والحقوق الوطنية "ستخضع للاستفتاء العام والمجلس الوطني، لأن شعبنا الذي قدم التضحيات الجسام هو صاحب الولاية ومصدر السلطات". الجزيرة نت
سبق أن هدّد عباس في مناسبات سابقة بحل السلطة الفلسطينية باعتبار ذلك الرد الأمثل على الجمود في "عملية السلام" واستمرار بناء المستوطنات. وأعاد التهديد بذلك في شهر أيار الماضي في كلمته أمام الجامعة العربية. ولكن الواضح من حال عباس وسلطته أنه لا يملك فعلاً القرار ولا الإرادة لتنفيذ تلك التهديدات! فقرار بقاء السلطة أو حلها إنما هو بيد "السيد" الأمريكي الذي يمدّ السلطة بأسباب الحياة. ومن المخجل للغاية أن يدّعي عباس بأنّ سبب استمرار السلطة هو أنها مطلب شعبي!!! أو أنه يأبه للحظة واحدة بمطالب الشعب، وهو الذي يرسل قواته مرّة بعد أخرى لقمع التحركات الشعبية وخاصة إذا كانت تزعج الاحتلال!.
إنّ السلطة الفلسطينية هي مشروع "غربي" خبيث وجد لتصفية قضية فلسطين وحماية أمن الاحتلال ومستوطنيه، فهي ليست إلا خادمة لليهود في ضبط الأمن واعتقال المقاومين، وفي تسيير الشؤون المدنية للسكان الفلسطينيين تحت الاحتلال بدون أن "ينزعج" اليهود بمباشرتها بشكل يومي، وبذلك أصبح الاحتلال اليهودي "أرخص احتلال على وجه الأرض" بشهادة القاصي والداني بل بشهادة عباس نفسه... حتى اعتبر المحللون اليهود أن حلّ السلطة الفلسطينية سيكون من أكبر كوابيس "إسرائيل". أما من جهة أهل فلسطين، فالسلطة مفروضة عليهم بقرار دولي ولم تكن يوماً تمثل تطلعهم، ولم يلقوا منها إلا الفساد والإفساد والسرقات وعربدة الأجهزة الأمنية المقيتة.
إن واجب أهل فلسطين أن يُعلوا الصوت في وجه هذه السلطة وقادتها ليرفعوا أيديهم عن قضية فلسطين لتعود إلى صعيدها الحقيقي ومكانها الطبيعي إلى حضن الأمة الإسلامية، فيكون صعيدها صعيد الصراع العسكري الوجودي بين الأمة الإسلامية وشراذم يهود، ولذلك كان من الواجب تكرار دعوة جيوش المسلمين إلى القيام بواجبها لتحرير الأرض المباركة ومسرى رسول الله.
إن أي اعتراف بكيان يهود في أرض فلسطين المباركة هو جريمة كبرى وخيانة عظمى سوف يكون حساب مرتكبها عسيراً أمام الأمة الإسلامية في الدنيا وأمام الله سبحانه وتعالى في الآخرة... فهل يتعظون؟