تعليق صحفي

عدوة الاسلام أمريكا تدعم نظام الاسد المجرم وتورد اسلحة منتهية الصلاحية لعديمي الوعي السياسي!

قال الصحافي الأمريكي المخضرم سيمور هيرش، إن هيئة الأركان المشتركة قدمت معلومات أمنية لجيش النظام السوري عبر ألمانيا وروسيا و"إسرائيل"، جاء ذلك في تقرير طويل نشرته الدورية "مجلة لندن لمراجعة الكتب"، ويشير التقرير إلى أن هيئة الأركان اشترطت شروطا عدة، منها قيام النظام السوري بضبط حزب الله، ومنعه من الهجوم على "إسرائيل"، واستئناف المفاوضات من جديد مع "إسرائيل" لتسوية ملف الجولان، واستقبال مستشارين روس وغيرهم، وإجراء انتخابات حرة بعد نهاية الحرب ومفتوحة للجميع. ويقول المستشار: "حصلنا على رد إيجابي من الإسرائيليين، الذين استعدوا لتنفيذ الفكرة، ولكنهم كانوا يريدون معرفة رد فعل إيران وسوريا".

ويستدرك هيرش بأنه رغم أن الأسد أخبر الروس أنه لن يتخذ قرارا فرديا دون الرجوع للجيش والطائفة العلوية، وأنه كان يخشى من موافقة "إسرائيل" وعدم التزامها بالصفقة، إلا أنه اتصل بعد معاناته من انشقاقات في جيشه، وعبر الروس، مع "إسرائيل"، وعرض عليها التفاوض حول الجولان، ورفض طلبه؛ لأن "الإسرائيليين" كانوا يرون أن "الأسد انتهى".

أزكمت علاقة عدو الاسلام أمريكا بالنظام السوري المجرم الأنوف، فلم يعد ينطلي مكر أمريكا وتضليلها عبر أبواقها الإعلامية على أحد، فها هي التقارير تبدأ بكشف بعض تفصيلات دعم أمريكا لنظام الأسد المجرم، تقارير ولو دس السم في دسمها إلا أنها تشير وبدون مواربة إلى وقوف أمريكا إلى جانب خادمها الأسد في وجه تحرك الأمة في الشام وتوقها للانعتاق من نير المستعمرين وأذنابهم.

يضع التقرير أصبعه على مدى تفاني نظام الأسد في خدمة أسياده أعداء الأمة تاريخيا، فالنظام السوري "فتح في مرحلة ما بعد هجمات 11/ 9 سجونه لاستقبال معتقلي تنظيم القاعدة وتعذيبهم". ويقول مسؤول إن "بشار كان ولسنوات مساعدا لنا". وفي عام 2002 أمر الأسد المخابرات السورية بتسليم مئات الملفات الداخلية عن نشاطات الإخوان المسلمين في سوريا وألمانيا للأمريكيين. وفي نهاية ذلك العام أحبطت المخابرات السورية هجوما لتنظيم القاعدة على المقر الرئيس للأسطول الأمريكي الخامس في البحرين. كما وسلم النظام السوري أقارب لصدام حسين لجأوا إلى سوريا".

إن سلوك النظام السوري المجرم ليس غريبا على نظام عميل لعدوة الإسلام أمريكا، فهو نظام قتل وقصف وحرق مئات الالوف من المسلمين خدمة للحرب الصليبية المعلنة على الأمة الاسلامية ووقف حارسا لكيان يهود عشرات السنين، لكن الغريب أن تثق بعض فصائل الثورة بعدوة الإسلام أمريكا فتقع فريسة لمكرها وخداعها، فحتى الأسلحة التي كانت توردها أمريكا لبعض الثوار المفصلين على مقاسها وتحاول أن تجعلهم بديلا آخر لعميلها المتهالك ..أسلحة منتهية الصلاحية!!.

يعلق كاتب التقرير بقوله: "إن تدفق المعلومات الأمنية لنظام الأسد وشحن أسلحة منتهية الصلاحية (بنادق (إم1 كارباين)، التي لم تر منذ الحرب الكورية، وأسلحة سوفييتة قديمة) "للمعارضة" جاءا في وقت حرج للنظام السوري، حيث عانى من خسائر في ربيع عام 2013.

إن مصيبة الأمة في الحكام العبيد لأعداء الاسلام مصيبة شارفت على الانتهاء بعون الله فالأمة قطعت كل صلة لها بهم، ولم تعد ترى فيهم إلا عملاء أقزام يصطفون في خندق أعدائها وهي لم تتوقف في حراكها المستمر لقلعهم وإقامة الخلافة على أنقاض أنظمتهم المتهالكة، لكن مصيبة بعض الحركات والفصائل وارتمائها في أحضان أعداء الإسلام والانظمة التابعة لهم مصيبة يجب أن تتداركها تلك الحركات بنفسها سريعا فتعود إلى رشدها بالالتزام بنهج النبوة والأحكام الشرعية التي تحرم مولاة أعداء الأمة من الكفار والمستعمرين، لأن الأمة سبقت بوعيها تلك الحركات والفصائل وبات جهد المخلصين من أبنائها الساعين لإقامة الخلافة نبراسا يضيء لها الطريق فيفضح مكر الاستعمار ومؤامراته ويكشف لها عن كل خائن باع دينه وأمته بعرض من الدنيا رخيص، طمعا في كرسي أو منصب أو مال.

وإن لم تتدارك تلك الحركات والفصائل المرتمية في أحضان المستعمرين وعبيدهم من الأنظمة العربية والإسلامية نفسها وتعود إلى أمتها وإلى العمل لإقامة الخلافة، فان الأمة تكون قد وضعتها خلفها وسبقتها نحو مجد تليد تنعتق فيه من كل العلاقات سوى علاقتها مع الواحد الجبار الذي بيده ملكوت السموات والأرض، لتخلع كل الانظمة العميلة للمستعمرين وتقيم خلافة على منهاج النبوة، فثورة الأمة أعلنتها بصراحة "هي لله هي لله" ولم تنتظر يوما سلاحا من الأعداء فقد اعتمدت على الله من بداية الثورة حين أعلنت "مالنا غيرك يا الله"، ومن توكل على الله نصره ومن تعلق به أيده ومكنه حتى ينفذ له وعده وبشرى رسوله عليه الصلاة والسلام  بخلافة على منهاج النبوة، وإلى أن تكتحل عيوننا برؤية الخليفة فان الثورة يجب أن تستمر.