تعليق صحفي
أمريكا تجمع حكام المسلمين في حلف لمحاربة الإسلام والمخلصين
رحبت منظمة التعاون الإسلامي بالإعلان عن تشكيل التحالف الإسلامي لمحاربة "الإرهاب"، ومقره الرياض. ودعت هيئة كبار العلماء الدول "الإسلامية" بالمسارعة للانضمام إلى التحالف، بينما باركته تركيا واعتبرت أنه رد على من يربط الإسلام بـ "الإرهاب". وكان ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان أعلن الثلاثاء تشكيل تحالف إسلامي عسكري من 34 دولة لمحاربة "الإرهاب". وقال إن التحالف الجديد لا يستهدف تنظيم الدولة الإسلامية فقط، بل سيحارب الظاهرة في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي.
وكان الأمير محمد بن سلمان أوضح بمؤتمر صحفي في الرياض أن التحالف الإسلامي سيتصدى لأي منظمة إرهابية. وأشار إلى أن كل دولة في التحالف ستساهم وفق قدراتها. وقال إن التحالف الجديد سيقوم بالتنسيق مع جميع المنظمات الدولية ومع الدول المهمة في العالم، مشيرا إلى أنه سيحارب "الإرهاب" عسكريا وفكريا وإعلاميا.
من غير المستغرب أن تأتي استجابة المملكة العربية السعودية والدول ال 33 الأخرى فورية بعد دعوةالرئيس الأمريكي أوباما إلى تكثيف وزيادة الدعم العسكري لمحاربة تنظيم الدولة، وطلب أوباما من وزير دفاعه آشتون كارتر التوجه إلى الشرق الأوسط للحصول على مزيد من المساهمات العسكرية ممن أسماهم بالحلفاء في المنطقة في دعم عمليات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة.
إذ أنّ أمريكا بعد أن لمست استعصاء الشام عليها، رغم الجهود الضخمة التي يبذلها الأتباع والعملاء والحلف الصليبي، أدركت أنها بحاجة إلى دعم إضافي لتكسير الصخرة الشامية، وأرخص البدائل لديها هم حكام المسلمين، الذين هم على استعداد دائم لتقديم الخدمات المجانية لأمريكا والغرب لا سيما عندما يتعلق الأمر بما قد يهدد مستقبلهم أو عروشهم تحت شعارات وذرائع شتى، الإرهاب أو التمدد الشيعي أو انتشار التشدد.
وتظن أمريكا أنّها بعد أن نجحت في تسخير روسيا وإيران وحزبها، ومن بعدها "تحميس" فرنسا وبريطانيا على المشاركة في الضربات إلى جانب الحلف الصليبي، تظن أنّه من خلال حلف يتستر بعباءة الإسلام وبقيادة المملكة العربية السعودية حاضنة الحرمين الشرفين، سيكون له فاعلية أكبر في محاربة الإسلام ودعاة الإسلام في الشام، لنفس الأسباب التي حرصت من أجلها على أن تحتضن الرياض مؤتمرا لبحث مسألة الشام قبل أيام.
وإذا ما أضيف إلى ذلك حجم الإمكانيات المتوفرة لدى هذه الدول ال 34 ستكتمل بذلك الثلاثية، البديل الأرخص وعباءة الإسلام والإمكانيات الكبيرة، والتي تظن من خلالها أمريكا أنها ستكون قادرة بها على التقدم في ملف الشام وتحقيق ما تريد من عملية استبدال عميل بعميل في الشام، وضمان أن يكون البديل دولة مدنية علمانية، لا إسلامية ولا خلافة راشدة، بعد أن تتمكن من تركيع الشام والمخلصين فيها.
هذه هي الأهداف الحقيقية لهذا الحلف المجرم، وما محاربة الإرهاب والتصدي للتمدد الشيعي إلا أكذوبة باتت مفضوحة بعد أن شاهد الجميع من هم ضحايا وأهداف الغارات والضربات التي ينفذها التحالف الصليبي وروسيا وجنود إيران وحزبها. أطفال ونساء وشيوخ الشام، والمدن والقرى والمناطق التي يسيطر عليها الثوار، أما تنظيم الدولة وبشار فهم آخر الأهداف التي قد تطالها تلك الغارات والضربات.
ولكن تغفل أمريكا ومن معها من حكام المسلمين العملاء الحقيقية القرآنية الناطقة {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}.
فالله مخزيهم قريباً بإذن الله، وأبطال الشام سيضربون أروع الأمثلة في الثبات والتضحية، وسيفضح الله المتآمرين والمجرمين على أيدي أوليائه والعاملين المخلصين، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.