تعليق صحفي
الشهداء غارقون في دمائهم، بينما السلطة الفلسطينية غارقة في وحل المؤامرات والخيانات
أكّد رئيس السلطة الفلسطينية عباس ليهود هولندا بأنه "لا يعتزم التخلي عن اتفاق أوسلو ولا الإصرار على استيعاب ملايين الفلسطينيين داخل إسرائيل"، جاء ذلك في لقاء جمعه بالقرب من لاهاي مع أعضاء من مركز المعلومات والتوثيق حول إسرائيل (CIDI) وهو "منظمة يهودية هولندية مؤيدة لإسرائيل وتعمل على رصد معاداة السامية". وقال صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين الذي حضر اللقاء: "اليهودية لا تشكل تهديدا علينا؛ إنها شيء ثمين" (وطن للأنباء في 31/10/2015).
في الوقت الذي يريق كيان يهود دماء الشهداء لأنهم مسلمون غضبوا حرقة على المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، يلتقي رئيس السلطة الفلسطينية بيهود هولندا ليطمئنهم على مستقبل كيانهم الديني الباطل، وينافق لهم عريقات بادعاء أن اليهودية لا تشكل تهديدا، متحديا قول الله سبحانه وتعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ﴾.
ويصرّ رئيس السلطة الفلسطينية على أباطيل اتفاق أوسلو واستحقاقاته الأمنية التي حولت أبناء فلسطين إلى حرس حدود عند المحتل اليهودي المجرم، وتستمر جريمة التنسيق الأمني رغم سيل الدماء وتتابع الشهداء. ورغم عوار منطقها وفساد مشروعها وبطلانه، تحاول السلطة ورجالاتها فرض حضورهم وأجندتهم على أهل فلسطين لتلقى الفشل وإدبار الناس عنها وعن رجالاتها بل احتقار الناس لبرنامحها وأجندتها، كما كان جليا في جنازات شهداء الخليل، فالناس لا تقبل بنهج التنازلات ومسيرة المفاوضات، وتتقزز من عار التنسيق الأمني، ومن الذين يريدون أن يتسلقوا على نعوش الشهداء، لتحملهم بدل أن يحملوها.
ويجدد رئيس السلطة الكشف عن تخليه عن اللاجئين، ليفضح ما يتغنى به بعض أبواقه من إصرار على حق العودة، فهم في الحقيقة قد تخلوا عن عودة الناس لفلسطين، بعد أن تخلوا عن عودة فلسطين لأهلها، وقد استمرأوا الذلة والمهانة، وتشربوا الخيانة، ولم تحركهم دماء الشهداء ولو لتبطئ مسيرة تنازلاتهم وتأخير دحرجة قضية فلسطين في منحدرات المؤامرات.