تعليق صحفي
الحروب في بلاد المسلمين... حكام أقنان وغرب مخادع كذاب!!
تحت عنوان "اليمن وفضيحة مبيعات الأسلحة البريطانية للسعودية"، نشرت الغارديان موضوعا عن التطورات الجارية في اليمن تقول فيه إنّ من حق العرب أن يسلطوا الأضواء على الرضا والصمت الغربي حول ما يجري في اليمن لكن الحقيقة لا تقتصر على السكوت بل تتعداه إلى أمور أخرى أشد. وتوضح الجريدة أنه بينما تقوم بريطانيا بتقديم المعونات الطبية والغذائية بإحدى يديها لليمنيين تقوم ببيع الأسلحة والمعدات العسكرية والتقنية للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية لقصف اليمن.
وتضيف الجريدة إن من المعلوم بالضرورة أن الحكومة البريطانية تدرك جيدا أن ذلك سيسهم في تأجيج الصراع ويزيد من احتمالات وقوع جرائم حرب. وتشير الجريدة إلى أنه منذ اشتعال الصراع في اليمن في مارس /آذار الماضي أصدرت الحكومة البريطانية 37 ترخيصا لتصدير الشحنات العسكرية والأسلحة للسعودية ورفضت الافصاح للبرلمان عن محتويات هذه الشحنات. بي بي سي العربية.
هذه الفضيحة تسلط الضوء على حقيقتين لا يمكن للعين أن تخطئهما إن أرادت قراءة المشهد على حقيقته.
فمن جانب تكشف هذه الفضيحة عن النفاق الغربي، والكذب والدجل الإعلامي الذي يمارسه الغرب في العلن فيما يناقضه في السر، فهي تكشف عن حقيقة كون الغرب بوجهين متناقضين لا يلتقيان، ففي الوقت الذي يقرع آذان العالم بشعاراته وعباراته الرنانة الطنانة من حرصه على الروح البشرية وعلى حقوق الإنسان وحرياته، ووقوفه إلى جانب المستضعفين والمضطهدين، إلا أنّ أفعاله على العكس تماما، فهو الذي يذكي الصراعات، ويغذي الفتن، ويشعل الحروب ويرعاها، كل ذلك لتحقيق مصالحه المادية الجشعة، في السيطرة على بلاد المسلمين، واستنزاف ثرواتها وإبقائها منبعا ومرتعا له، وفي سبيل ذلك فلتزهق الأرواح ولْتُرَقْ الدماء ولتدمر البلاد، فلا بأس لدى قادة الغرب في ذلك!! وقادة الغرب في دجلهم وكذبهم إنما يكذبون على المسلمين والعالم بالدرجة الأولى، وعلى شعوبهم بالدرجة الثانية، حيث يوهمون شعوبهم بأنّهم حريصون على مصالحهم وأنّهم أصحاب قيم ومبادئ، ولذلك يخفون عنهم كثيرا من الحقائق حتى لا يدركوا حقيقتهم فينفضوا عنهم وعن حضارتهم البالية.
والحقيقة الثانية التي تكشف عنها هذه الأحداث هي أن حكام المسلمين إنما يخوضون حروبا بالوكالة عن الغرب، لا دفاعا عن بلادهم وشعوبهم، وأنّ دورهم في الحروب إنما يماثل دور أحجار الشطرنج التي يحركها اللاعب دون أن يكون لها من أمرها شيء. فلو كانت تلك الحروب إنما تخدم الإسلام والمسلمين أو بلاد المسلمين لوجدنا الغرب هو أول من يتصدى لها ويقف في وجهها، مثلما يقف منذ ستين عاما أمام أية حرب قد تقوم ضد كيان يهود، فوقوف الغرب ودعمه للحروب الدائرة في العالم الإسلامي إنما يدل على أنها تخدم أغراضه الاستعمارية بالدرجة الأولى، فالحرب في اليمن وكذا الأمر في ليبيا إنما يريد الغرب أن يضمن من خلالها أن لا تؤول الأمور إلى المخلصين، وأن يتقاسموا فيما بينهم الحصص في تلك البلدين، وكذا الأمر في سوريا حيث يدعم الغرب والشرق نظام بشار المجرم للحيلولة دون أن تؤول الأمور إلى المخلصين الذين يتوقون إلى إعلانها خلافة إسلامية على منهاج النبوة، وكذا الأمر في مصر حيث تدعم أمريكا السيسي العميل لضمان بقاء هيمنتها على البلاد.
وعليه، فقد بات حريا بكل من ألقى السمع وهو شهيد أن يدرك حقيقة حكام المسلمين الأقنان، وأن يعي أنّهم أعداء للأمة وأجراء عند الغرب الخصم اللدود للإسلام والمسلمين، وأن إعانتهم ولو بشطر كلمة هو جريمة وإثم عظيم.