تعليق صحفي
الجامعة العربية تؤكد تفريطها بالأقصى، وتعطي كيان يهود الضوء الأخضر لعدوانه واجراءاته التهويدية!
أدان مجلس الجامعة العربية ما تعرض له المسجد الأقصى من اقتحامات واعتداءات، وأكد المجلس العزم على التصدي لمثل هذه الأعمال العدوانية بكل الطرق المتوافقة مع القانون الدولي، وآليات العدالة الدولية حتى ترتدع سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" عن مثل هذه النوايا والأعمال!.
لم يكن هذا الإعلان سوى تأكيداً على تفريط الأنظمة العربية وجامعتهم المشؤومة بالمسجد الأقصى المبارك، وضوءاً أخضر للاحتلال للاستمرار في عدوانه على الأرض والعرض والمقدسات.
وتلك رسالة فهمها الاحتلال الذي أعقب ذلك الإعلان باقتحام جديد صباح اليوم للمسجد، حيث اقتحمت قوات الاحتلال صباح اليوم المسجد الأقصى عبر باب المغاربة، وألقت القنابل الصوتية واطلقت الأعيرة المطاطية في باحات الحرم، ونفذت اعتقالات بين صفوف الشباب المتواجدين فيه.
إن الرد على الجرائم والاعتداءات لا يكون عبر "العدالة" الدولية أو "الغزوات والمعارك" القانونيةبل يكون برد الصاع صاعين وتلقين من تسول له نفسه أن يعتدي على حرمات المسلمين ومقدساتهم درساً ينسيه وساوس الشياطين، ويكون ذلك عبر تحريك الجيوش الرابضة في ثكانتها لا عبر الاكتفاء بمشاهدة العزل يدافعون عن الأقصى بصدورهم العارية، والاكتفاء بتصريحات جوفاء بالوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في المطالبة بحقوقه، فهل الأقصى حق لأهل فلسطين أم حق لكل المسلمين؟! وأليست فلسطين كلها أرض إسلامية رويت بدماء الصحابة يجب على المسلمين في كل اصقاع المعمورة تحريرها وتخليصها من رجس يهود؟! وإذا لم تتحرك جيوش المسلمين الآن لنصرة الأقصى فمتى تتحرك؟! هل تنتظر هدمه أم حرقه من جديد؟!
لقد بات العدوان على الأقصى واقعاً يوميا لا تهتز له القلوب والأفئدة كما اهتز لأسره صلاح الدين، وبات الشجب والاستنكار الخجول هو سمة الأنظمة والسلطة، وأصبحت معارك تحريره اليوم ظواهر صوتية لا معارك حقيقية، الأمر الذي يدعو الاحتلال إلى المضي قدماً في تقسيم الأقصى وتخريبه، فما دام الرد سيكون عبر الأمم المتحدة وقانونها الذي شرع وجود كيان الاحتلال فالأمر هين بل مدعاة للاطمئنان.
إن واجب جيوش المسلمين اليوم، لا سيما جيوش دول الطوق الحزين، أن تفك أغلال الأنظمة التي قيدتها وأن تتحرك من فورها لتحرير فلسطين وتخليص الأقصى من كيان يهود السرطاني، فتقتلع جذوره من الأرض المباركة مرة واحدة وإلى الأبد، وتحقق بشرى رسول الله بقتال اليهود وقتلهم جراء عدوانهم واحتلالهم لمسرى رسول الله، وبغير ذلك سيصيبنا الصغار، وستبقى البغاث تستنسر في أرضنا.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ الله اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ * إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا والله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)