تعليق صحفي
لم يدخل السفير القطري فلسطين محرراً من أبوابها بل دخلها مختلساً من شبابيك الاحتلال!
وصل إلى قطاع غزة السفير القطري محمد العمادي بعد مغادرته "تل أبيب" التي وصلها فجر اليوم عبر مطار "بن غورين". ومن المقرر أن يجتمع العمادي بعد زيارته غزة بمنسق أنشطة الحكومة "الإسرائيلية" في الضفة الغربية وقطاع غزة الجنرال يؤاف مردوخاي.
لم يصل العمادي غزة محرراً بل وصلها "وسيطا" بين غزة وكيان يهود! ولم يدخل العمادي الأرض المباركة من أبوابها بل دخلها من شبابيك الاحتلال! ولم يصل العمادي أرض الاسراء والمعراج مدافعا عن الأقصى الذي يخضع للتقسيم المكاني بعد أن قسم زمانيا ولوحق أهله و"اتهمهم" الاحتلال بالمرابطة فيه بعد أن فرطت فيه الأنظمة! ولم يأت العمادي ليقول ليهود الجواب على جرائمكم في غزة ما ترونه لا ما تسمعون فاستعدوا ليوم العقاب بل جاءهم وسيطا "يحب" لهم الخير والأمان كما يدّعي حبه لأهل غزة بل يزيد!
إن الدور المخزي الذي تلعبه قطر في الترويج للاحتلال والتطبيع الظاهر والباطن معه هو عينة من سلوك كافة الحكام المتآمرين، وهو يؤكد لمن يبصر الأمور أن تلك الأنظمة جميعها في صف أعداء الأمة ولم تكن يوما في صفها، الأمر الذي يوجب نبذ مبادرات هذه الأنظمة ووساطتها وعدم الاغترار بأموالها السياسية الملوثة التي تريد بها شراء الذمم والتمهيد لاتفاقيات باطلة تضيّع الأرض والعرض والمقدسات تحت مسمى الهدنة.
إن قضية غزة ليست قضية اعمار ما دمره الاحتلال ليعود ليدمره مرة أخرى في حرب جديدة، بل قضيتها أن تحرر هي وبقية فلسطين من رجس هذا المحتل مرة واحدة وإلى الأبد، لتعود غزة وفلسطين عروس الشام ودرة تاج بلاد المسلمين، ولن يكون ذلك بالوساطات القطرية ولا الجولات التفاوضية ولا القرارات الفرنسية أو "الغزوات" الدبلوماسية بل يكون بجيش عرمرم يقتحم الحدود فيولوا اليهود هاربين عبر البحار، فهم أجبن من أن يواجهوا جيوش المسلمين المخلصة. بذلك وحده ينتقم لشهداء غزة وفلسطين وبذلك وحده ينتصر للأقصى فيعلوا فيه التكبير، وإنا نرى تحقق ذلك في ظل الخلافة قريباً بإذن الله، نراها رأي العين ولو أغمض عنها الباقون، ولتعلمنّ نبأه بعد حين.
قال عليه الصلاة والسلام "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي: يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله". متفق عليه