تعليق صحفي

ضحايا الحر الشديد في العالم الإسلامي هم ضحايا الحكام وتقصيرهم بالمقام الأول

 أعلنت وزارة الصحة المصرية اليوم الثلاثاء عن وفاة 19 حالة جديدة من كبار السن وإصابة 92 بالإجهاد الحراري ليرتفع بذلك عدد ضحايا الحر الشديد بمصر منذ أول أمس إلى 40 حالة وفاة. وأكدت وزارة الصحة أن هناك 11 حالة وفاة و 70 مصابا بالإجهاد الحراري في محافظة القاهرة.

وأهابت وزارة الصحة المصرية بالمواطنين وخاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة في ضوء الارتفاع المسجل في درجات الحرارة وعدم التعرض المباشر للشمس، خاصة في أوقات الظهيرة وعدم الخروج من المنزل إلا في حالات الضرورة القصوى.

أمر طبيعي أن يتوفى العشرات ويُصاب المئات جراء الحرارة المرتفعة في بلاد المسلمين في ظل انعدام العناية والوقاية والحماية المقدمة من الحكومات المنهمكة في الحرب الأمريكية على الإرهاب، وحفظ حدود يهود، وقتل المعارضين والرافضين للانقلاب!!

تركوا الناس يصارعون الحياة القاسية والحرارة المرتفعة بصدورهم العارية، بلا وسائل تبريد أو حتى كهرباء في كثير من المناطق، وبلا قدرة على أن يبقى الناس في بيوتهم وعدم الخروج إلى أعمالهم لقلة ذات اليد والفقر الشديد.

فلا الناس قادرون على البقاء في البيوت وتجنب الخروج لأن كل خروجهم هو للضرورة القصوى، فهو للقمة العيش وقوت العيال، ومن اختار البقاء في البيت فهو إما لا يجد كهرباء أو ثمن الكهرباء، وإن وجد الكهرباء فهو لا يملك ثمن وسائل التكييف والتبريد، إلا من رحم ربي أو كان من الفاسدين المتخمين بأموال الناس والفقراء من الحكام وزبانيتهم. فلا هم قادرون على البقاء في البيوت ولا هم في مأمن إن تمكنوا من البقاء.

فالدولة منهمكة في حرب على الإسلام الذي تسميه الإرهاب، وفي ملاحقة المجاهدين في سيناء، وفي اعتقال وتعذيب وقتل الرافضين للانقلاب، فلا وقت لديها لرعاية شئون الناس أو الاهتمام بمصالحهم، وإلا فأمريكا واستراليا رغم تبنيهما للمبدأ الرأسمالي ووجود ولايات فيها من أعلى 10 مناطق في العالم في درجات الحرارة إلا أنّنا لم نسمع عن مثل هكذا حالات موت للأفراد بسبب الحرارة!!

نعم، حكامنا مجرمون، حاربوا الأمة وأوردوها موارد الهلاك، ضيقوا عليها عيشها وأفقروها وتركوها تصارع الحياة كما لو أننا ما زلنا في العصر الحجري.

لقد آن الأوان للمسلمين جميعا أن يغذوا الخطا نحو قلع حكام المسلمين المجرمين، وتنصيب خليفة يحنو عليهم ويسهر على خدمتهم وراحتهم.

11/8/2015