تعليق صحفي
بالرباعية أو بالإطار الإقليمي...عملية "السلام" في اندثار وخلاص فلسطين بتحريرها
سيدرس الاتحاد الأوروبي إمكانية إنشاء "مجموعة دعم دولية" بديلة عن اللجنة الرباعية تضم كلاً من الدول أعضاء مجلس الأمن والدول العربية ودولاً أوروبية، وذلك لتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط التي وصلت الى طريق مسدود منذ فشل المبادرة الأميركية الأخيرة في 2014. وفي موازاة ذلك تعتزم فرنسا تحريك مبادرتها في مجلس الأمن لتحديد "المعايير الدولية المتفق عليها" في اتفاق سلام محتمل بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين".
وللتعليق على ذلك نذكر الأمور التالية:
1. إن الاتحاد الأوروبي يبحث عن موطئ قدم لنفوذه -حفظاً لمصالحه- فيما يسمى بعملية السلام، ويسعى لتحريك هذا الملف بعد أن جمّدته أمريكا لانشغالها بقضايا أكثر سخونة في المنطقة، وبعد أن أوشكت إدارتها دخول مرحلة البطة العرجاء.
2. إن تنافس الاتحاد الأوروبي مع أمريكا في قضايا المسلمين هو تنافس استعماري، تفرقهما المصالح أحياناً وتجمعهما عداوة الإسلام والمسلمين، وفي قضية فلسطين يضع كلا منهما حفظ أمن يهود على رأس سلم أولوياته، لذا فمن يعول على هذه الجهود أو تلك إنما هو كالمستجير من الرمضاء بالنار.
3. إن الاتحاد الأوروبي عاجز عن تحريك هذا الملف خارج إرادة أمريكا، لذا فمن المتوقع أن تبقى هذه الجهود كخض الماء في القربة بلا نتيجة تذكر سوى بقاء هذا الملف حياً إعلامياً أو إدارته دون السعي الجاد لتحقيق شيء على الأرض، ولا أدل على ذلك من فشل مشروع القرار الفرنسي الأخير.
4. إن حديث الاتحاد الأوروبي وفرنسا عن تحديد "المعايير الدولية المتفق عليها" يدل على مدى سخف هذه المفاوضات التي لم تصل لتحديد معاييرها بعد أكثر من عقدين على انطلاقها، فكيف لهذه المفاوضات أن ترد حقاً أو ترجع مقدسات؟!
5. إن تحقيق "السلام" محال، وكل الجهود المبذولة في هذا الإطار ستبوء بالفشل وستندثر ما دام المسلمون يقرأون سورة الاسراء وما دام اليهود يهوداً يقيمون كيانهم على جماجم ومعاناة أهل فلسطين وعلى ثرى أرضهم المغتصبة.
6. إن الحوادث قد أثبت بما لا يحتمل التشكيك أن قضية فلسطين لا حل لها سوى تحريرها من رجس يهود واقتلاع كيانهم من الأرض المباركة، وهذا هو الحل الشرعي الوحيد الذي يرضى الله ورسوله والمؤمنين (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ) ولن يكون ذلك بأيدي أقوام رضوا الذلة والمهانة وأنسوا بالمستعمر بل والوه وعادوا أمتهم بل سيكون -قريباً بإذن الله- بأيدٍ متوضئة عباد لله يدخلون المسجد فاتحين محررين فيجوسوا خلال الديار ويتبروا ما علا يهود تتبيراً.
(وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا)