تعليق صحفي
الصين تلحق بركاب الغرب في حربه على الإسلام أملا في الحيلولة دون بزوغ فجر جديد
وكالات: تشدد بعض الحكومات المحلية في إقليم شينجيانغ المضطرب بأقصى غرب الصين رقابتها على ممارسة الشعائر الدينية التي تتبعها أقلية "الإويغور" المسلمة مع اقتراب شهر رمضان، وتضغط على المسؤولين المحليين لأداء القسم بأنهم لن يصوموا الشهر. وطوال الأيام القليلة الماضية نشرت وسائل الإعلام الرسمية ومواقع حكومية على الإنترنت في شينجيانغ تقارير وإخطارات رسمية تطالب أعضاء الحزب والموظفين العموميين والطلاب والمدرسين بشكل خاص عدم صوم رمضان وهو أمر حدث في العام الماضي أيضا.
وأصدرت مؤسسات حكومية أخرى تعليمات مماثلة. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أنه في إقليم مارالبيشي قدم مسؤولو الحزب تعهدات شفوية وكتابية "بعدم ممارسة أي شعائر وعدم المشاركة في أنشطة دينية وسيقودون الدعوة إلى عدم صوم رمضان."
باعتبار الصين ليست من الدول المبدئية حاملة الرسالة، لا سيما بعد تخليها عن الشيوعية والتحاقها بالرأسمالية، فالمفترض أن لا يشكل لديها تعبد المسلمين لربهم في شعيرة كالصوم، لا يتعدى أثرها المادي صاحبها، أية مشكلة لديها، فمن ناحية حياتية لا ينعكس الصوم على الدولة والوظائف والمهام، وهو أيضا لا يؤثر على طراز الحياة العامة، ولكن الصين تشن حملة ضده، وتحاربه لدى المسلمين في إقليم شينجيانغ ومارالبيشي وكأنه شيء يهدد الدولة أو أمنها !! وهو ما يثير التساؤلات حول الدافع الحقيقي وراء هذا القرار.
وقبل الحديث عن الدوافع السياسية، لا بد من ملاحظة أنّ جذور هذه الدوافع تعود إلى الأمور العقدية، فالعداء بين الإسلام والكفر، والنور والظلام، والحق والباطل، حقيقة أبدية ما دام هناك أتباع لهما على وجه الأرض، وأية محاولة لتجاوز هذه الحقيقة هو هراء وأوهام. ولذلك كان إصرارنا على ضرورة أن يعود للإسلام قوته ودولته التي تحميه وتنشره وتكافح من أجله الظلام والضلال والباطل، وبغير ذلك فستبقى الغلبة للباطل وستبقى الدائرة تدور على الحق.
أما من ناحية سياسية، فالصين تحيا في العالم وترى حجم الصعود الإسلامي، والغرب عندما دق ناقوس الخطر من الإسلام القادم أدرك الشرق أيضا الخطر نفسه، ولذلك نرى وحشية النظام الروسي في التصدي للإسلام ولحملته، وبدأنا نرى الصين كذلك، وإن كان للصين تاريخ أسود أيضا في الإجرام بحق المسلمين، ولكن تصاعد الأعمال وازدياد وتيرة المحاربة بلا شك هو من نتاج ما أدركه قادة الغرب والشرق من خطر الإسلام القادم، والذي من شأنه إن نجح في تشكيل كيان وحدة للمسلمين فسيهز عروشهم ويطيح بها كما أطاح من قبل بإمبراطوريتي الفرس والروم. فهم يعرفون أنّ الإسلام إن وصل إلى الحكم فطموحه تعانق السماء ولا تقف عند حد.
فالصين وبعدما طرأ على العالم الإسلامي من ثورات الربيع العربي، لمست كما وكل الغرب أنّ الأمة التي قسموها وفتتوها سرعان ما ظهرت كأمة واحدة، انتقلت حرارتها من تونس إلى الشام، رغم الحدود والسدود التي صنعها الغرب ووضع لها حراسا وظن أنه قد شتت الأمة بها.
فهو الخوف إذا من مستقبل بات يخشاه الغرب والشرق، ولكنه في حقيقته هروب إلى الأمام ليس أكثر، فعجلة التاريخ لا تعود للوراء، والقطار قد فات الغرب، وما هي إلا سويعات بإذن الله ويشرق فجر جديد تعود فيها الأمة الإسلامية أمة واحدة عزيزة منيعة، وما ذلك على الله بعزيز.