تعليق صحفي

"حرب" الأيام الستة شاهد على تآمر الأنظمة وترسيخها للاحتلال!

في الخامس من حزيران من كل عام تمر ذكرى ما يسمى بالنكسة (هزيمة عام 1967).

إن الحروب التي زعمت الأنظمة خوضها لتحرير فلسطين كانت مسرحيات سيئة السيناريو والإخراج، ولقد شاهد أهل فلسطين بأم أعينهم تآمر تلك الأنظمة وتواطؤها مع الاحتلال حيث قدمت له الأرض المباركة لقمة سائغة دون عناء حقيقي، عبر انسحابات مرسومة حتى أُعلن عن سقوط محافظات ومدن قبل سقوطها!.

لقد ظهر للعالم كذب تلك الحروب كذلك، لمّا تكشفت حقيقة كيان يهود الذي ظهر كالنمر الورقي أو أقل، حيث تكسرت هيبته على أيدي نفر قليل من المقاومين ليتضح للعالم حقيقة "أسطورة" الجيش الذي لا يقهر، وهازم الجيوش الستة وصاحب الانتصار في حرب الأيام الستة!.

لقد دارت الأيام وكشفت حقيقة تلك الأنظمة التي رسخت أقدام الاحتلال في الأرض المباركة، فسقطت الأقنعة، وسقطت لاءات الخرطوم الثلاثة، فكان الصلح والاستسلام الذي أورثنا الذل والمهانة وضيّعَ الأرض والعرض! وكان التفاوض بل الخنوع خياراً استراتيجيا للعرب لا يحيدون عنه! وكان الاعتراف بالمحتل وتشريع احتلاله لمعظم أرض فلسطين المباركة! بل تدحرجت الأمور لواد سحيق حيث بات "المشروع الوطني" مشروعاً لحماية الاحتلال، وباتت جيوش دول الطوق حارساً لكيان يهود وأمنه!!.

إن قضية فلسطين، كانت وستبقى، قضية أرض مباركة احتلت ولا حل لها سوى تحريرها بجيش جرار يشرد من خلف يهود ويلقي في قلوبهم الرعب قبل أن يواجه من تبقى منهم بعد أن يفروا هاربين، وتلك حقيقة ووعد نبوي قائم لن يتخلف (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي: يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله).

إن فلسطين أرض مباركة كتب الله ألا يحررها إلا عباده الصالحون، فتحريرها منزلة وشرف ورفعة في الدنيا والآخرة، ولن ينالها أولئك الذين اعتبروا احتلال فلسطين "شرعياً" وباتوا حلفاء يهود في حربهم المزعومة ضد "الإرهاب"، ولن ينالها أولئك الذين يحمون ظهر يهود وحدودهم، ولن ينالها أولئك الذين يجاهرون بأنهم لن يخوضوا حرباً عسكرية مع يهود، ولن ينالها أولئك الذين يتسولون الفتات على أعتاب الدول الاستعمارية والمؤسسات الدولية المتآمرة!.

إن تحرير فلسطين مكانة ومنزلة ينالها صنو الفاروق وصلاح الدين، وإن أمة يتطلع ثوارها للصلاة في الأقصى بعد إسقاط أنظمة الضرار جديرة بأن يخرج من بينها أو من ظهرانيها قائد رباني يعيد سيرة العظام ويحرر الأقصى وكل فلسطين ويعلن القدس بعد ذلك عقر دار الخلافة، وإن ذلك كائن لا محالة، إنهم يرونه بعيدا ونراه قريباً.

قال صلى الله عليه وسلم"فإذا كان (أي أمر الخلافة) ببيت المقدس فثم عقر دارها ولن يخرجها قوم فتعود إليهم أبدا"