تعليق صحفي
مؤتمر كامب ديفيد...جريمة سياسية بحق الأمة وقضاياها!
عقد في منتجع كامب ديفيد مؤتمر لزعماء دول الخليج مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما تناول قضايا مكافحة الإرهاب والشأن السوري واليمني والليبي والملف النووي الإيراني، وقرر المؤتمرون تعزيز التعاون الاستراتيجي والعسكري مع أمريكا. ورأى الرئيس الأمريكي أن حل الدولتين هو الأفضل "لإسرائيل" وأمنها على المدى البعيد، وإن كان لا يرى له أفقا في الوقت الراهن.
لئن كانت اتفاقية كامب ديفيد وصمة عار في جبين الحكام الذين أبرموها فاستحقوا غضب الله وغضب الأمة جراء اتفاقيتهم الخيانية التي فرّطت بالأرض والعرض واتخذت من يهود أولياء، فإن مؤتمر كامب ديفيد اليوم لا يقل جرما عن تلك الاتفاقية، وحُقَ للأمة بل وجب عليها أن تدوّن أسماء هؤلاء الزعماء في قائمة السادات الخيانية، وأن تعمل لقلعهم ومحاسبتهم على ما اقترفوه ويقترفوه في حقها وحق قضاياها.
فمؤتمر كامب ديفيد هو اصطفاف واضح مع أمريكا وحلفها الصليبي في وجه الأمة وثورتها وسعيها للتحرر من الهيمنة الاستعمارية، وهو ترسيخ لنفوذ أمريكا وتحكمها في قضايا الأمة، فسوريا وفلسطين واليمن وليبيا شأن داخلي للمسلمين وتدخل أمريكا فيه مرفوض ويعد عدواناً في وضح النهار، ولا يحل أن يكون لأمريكا سبيل على المؤمنين، وكل من يظاهرها على ذلك فهو خائن لله ورسوله والمؤمنين.
إن أمريكا تتزعم الحرب على المسلمين، وان استخدامها "لفزاعة" إيران محض هراء ولا ينطلي ما يسمى بالخطر الإيراني على أحد، فحكام إيران كحكام الخليج أدوات بيد أمريكا لا يملكون من قرارهم من قطمير، فإن وجهتهم أمريكا شرقاً شرّقوا وإن وجهتهم غرباً غرّبوا، فكلهم أحجار نرد بيد أمريكا يتبادلون الأدوار خدمة لمشاريعها.
إن على الأمة أن تتمسك بحبل ربها وشريعته، ففيه البوصلة التي تحمي من الانزلاق في مخططات الكافرين وتضليل المجرمين، إن الحكام قد جعلوا من العدو (أمريكا ويهود) حلفاء بل أولياء والله عز وجل يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء)، وهم قد جعلوا أمريكا ربان السفينة تتحكم بالمسلمين وبلدانهم فتنهب ثرواتهم وتستبيح حرماتهم، والله عز وجل يقول (وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً)، وهم قد قصفوا وقتلوا المسلمين بذريعة الإرهاب وهم كاذبون والرسول عليه السلام يقول "كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه"، بينما اتخذوا من أمريكا التي تقتل المسلمين ومن يهود الذين يحتلون المسرى أولياء يسالمونهم ولا يقاتلونهم، والله عز وجل يقول (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ).
إن الذرائع الواهية التي يتذرع بها هؤلاء ويحاولون أن يبرروا خيانتهم للأمة بالتسلح بها لن تنطلي على الأمة، فلقد خبرتهم الأمة عقوداً وعلمت ولاءهم للمستعمرين، ولن تنفعهم ذرائعهم يوم الدين، فلهم الخزي في الدنيا وستحاسبهم الأمة على جرائمهم وخيانتهم قريباً في ظل الخلافة على منهاج النبوة، ولهم في الآخرة عذاب عظيم.
يقول الحق سبحانه (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ).
وليس أمام الأمة سوى الاعتماد على الله وحده فهو نعم المولى ونعم النصير، فالله مولانا ولا مولى لهؤلاء.
(إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ)