تعليق صحفي
محمد الفاتح لا يشبهه إلا كل تقي حر، وهو براء منك ومن أفعالك يا أردوغان
قال أردوغان: "كما سيّر السلطان محمد الفاتح السفن على اليابسة -أثناء فتحه مدينة اسطنبول- فنحن أيضا فعلنا ما يليق بنا، حيث سيّرنا وسائل المواصلات أسفل البحر، في إشارة إلى خط مترو أنفاق (مرمراي) الذي يربط بين القسمين الآسيوي والأوروبي في مدينة اسطنبول".
من الواضح أنّ أردوغان يعرف أبطال الأمة الحقيقين ومغاويرها، إذ ظهر عليه مؤخرا حرصه على التشبه بهم كذبا وتضليلا، وهو وإن كان كاذبا في إدّعائه إلا أنّ ذلك يدل على أن أردوغان يعرف أن القطار قد فاته أو كاد، فأصبح يدرك أنّ الأمة عادت تستلهم الأفكار من مفاهيمها العميقة وتاريخها المشرق، مفاهيم الإسلام وأبطاله وتضحياتهم، وأنّ الغرب وعملاءه كمصطفى كمال باتوا سبة وعارا يجري محوه من ذاكرة الأمة.
وهذه المحاولات من أردوغان ستبوء بالفشل بإذن الله، فالجهاد في سبيل الله وبذل الغالي والنفيس من أجل نشر دين الله وفتح البلاد هو الشرف الذي قام به محمد الفاتح رحمه الله، وهو على النقيض من أردوغان الذي يحارب دين الله وحملة دعوته ويتحالف مع أعداء الله في السر والعلن للقضاء على مشروع الأمة النهضوي التحرري في الشام، ثم يأتي ليشبه مترو انفاق بجهاد في سبيل الله!! {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
فالأمة باتت ترى اصطفاف الحكام كلهم ضدها من أجل تنفيذ مشاريع أمريكا والغرب في المنطقة، سواء أكان ذلك في الشام ومحاربة أبنائها الأبطال إلى جانب المجرم بشار، أم في اليمن وعاصفة الحزم الأمريكية، أم في ليبيا والحرب بالوكالة عن المستعمر، وما يمر يوم إلا وتتكشف فيه الوجوه أكثر فأكثر، فهذا أردوغان الذي أمضى السنين وهو يزبد ويرعد ويقول لن نقف صامتين أمام جرائم بشار قد بقي صامتا صمت أهل القبور رغم مرور 4 سنوات عجاف على أهل الشام، بل وزاد على ذلك بأن تآمر على الثوار واللاجئين، واحتضن العملاء وشارك في صناعتهم، وجعل تركيا منطلقا لطائرات التحالف الصليبي التي تقتل الأطفال والنساء والمجاهدين في الشام.
إن قائداً ربانياً كمحمد الفاتح لا يفتخر ولا يشرفه الحكام المتآمرون على الأمة الموالون لإعدائها المخادعون لها أمثال أردوغان ولو كانوا من سلالته وأحفاده، بل هو يفتخر بمن سار على نهجه وسعى لإقامة الخلافة التي ستكمل مشواره بفتح رومية بعد فتح القسطنطينية فتحقق بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن ذلك كائن قريباً بإذن الله.
21/4/2015