تعليق صحفي
النظام الانقلابي في مصر إذ يتحدّى المسلمين ويحمي المعتدين
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن مصر "ستنتصر في الحرب على الإرهاب"، متوعدا "من ساعد الجماعات المسلحة وموّلها"، لكنه أكد أن "الحرب ضد الإرهاب صعبة ومستمرة" (سكاي نيوز 31/1/2015)، وفي سياق متصل، قضت محكمة مصرية السبت بحظر كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإدراجه جماعة إرهابية.
إن النظام الانقلابي في مصر يصر على تحدّي مشاعر المسلمين وأفكارهم وهو يؤكد في كل مناسبة أنه يسير في ركاب الغرب نحو تحقيق مشاريعه السياسية الهادفة لتشويه الإسلام، ووصم المسلمين بالإرهاب، سيرا مع الحملة الغربية الصليبية.
وهو يصر على تحريف عقيدة الجيش المصري العسكرية وتوريطه في إراقة دماء المسلمين تحت الشعار الأمريكي "الحرب على الإرهاب"، الذي ما انطلق إلا ضمن حملة صليبية للحرب على الإسلام، وهي حملة تجرّم المسلمين وجهادهم بينما تبرّئ اليهود وحلف الناتو وأمريكا من دماء المسلمين.
وفي الوقت الذي صمت فيه النظام المصري - وجنرالاته العملاء - على الإجرام اليهودي ضد أهل غزة، وتابعوا - كما يتابع العجزة - مشاهد الدماء والأشلاء التي نثرها نتنياهو المجرم على موائد إفطار الصائمين خلال شهر رمضان، يعلن حربا شعواء ضد أهل سيناء، مؤكدا جبنه أمام اليهود واستئساده على المسلمين.
وبدل أن يعزز السيسي رباط المسلمين على ثغر من ثغور الإسلام في سيناء، فإنه يعمل على تهجير المسلمين منها ساعيا لتحقيق المطالب الأمنية للكيان اليهودي، وكتعبير عن إخلاصه الخالص للدفاع عن كيان يهود، وقد فاق بذلك النظام البائد وقاحة، وترجم عمليا أنه يحول مصر القوية إلى ذراع أمني يحفظ للكيان الصهيوني أمنه عبر سيناء.
ومن العار على نظام يفتح بوابات القاهرة لعناصر الموساد يصولون فيها ويجولون، ويلتقي رموز الكيان الصهيوني ويحمي سفارة اليهود في قاهرة المعز، أن يعتبر ثلة من المسلمين منظمة إرهابية، مهما كان الخلاف السياسي معها. وهو يكشف عن "تسييس" وقح لجهاز القضاء المصري، وانسياقه خلف السيسي، وتساوقه مع المقاييس الغربية بما يتناقض مع الأحكام الشرعية.
إن السيسي يعمل على حرف بوصلة الوعي لدى الجيش المصري وهو يحشده ضد الجماعات الإسلامية، ويحمّله الحقد على "الإخوان" بدل أن يزرع فيه كراهية الكيان اليهودي، وينمي مشاعره نحو حرب التحرير.
إن الواجب على أهل مصر والثائرين فيها أن يعيدوا صياغة الصراع في مصر على أنه صراع بين مشروع أمريكي تحت شعار الديمقراطية الكاذبة وما يتفرع عنها عالميا من شعار الحرب على الإرهاب، وبين مشروع الخلافة على منهاج النبوة تحت رسالة الشريعة الخيّرة وما تفرضه من الجهاد ضد اليهود والمستعمرين الصليبيين. وهو صراع محسوم النتيجة بنصر الله وتأييده، مهما اغترّ المستعمر ومهما "تفرعن" عملاؤه. فهم في ذلة وصغار مهما علت أصواتهم أمام الميكروفونات، ومهما انتفخت حناجرهم أمام الكاميرات.
﴿سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ﴾
2-2-2015