تعليق صحفي

التنسيق الأمني مع الاحتلال وحفظ أمنه هو سبب وجود السلطة دولياً!

أكدت مصادر فلسطينية أن القيادة الفلسطينية تتوقع أن توقف "إسرائيل" تحويل أموال الضرائب الفلسطينية إلى السلطة وأن تقوم بتقييد حركة موظفين وشخصيات من السلطة ردا على توقيعها على الاتفاقيات الدولية، وأن السلطة ستوقف مباشرة التنسيق الأمني رداً على ذلك.

كما في كل صفعة يوجهها المحتل الغاشم للسلطة المنبطحة وقادتها، تعلن السلطة عن عزمها وقف التنسيق الأمني في كل مرة، غير أنها تنكص على أعقابها وترتد على أدبارها ويبقى خزي التنسيق الأمني يسربلها من رأسها حتى أخمص قدميها!.

والسلطة وقادتها إذ يخادعون الناس بأفعالهم البهلوانية التي تزيينها وسائل إعلام سلطوية، يحاولون إخفاء مبرر وجود السلطة دولياً، ومبرر دعم المانحين والدول الاستعمارية لها ولأجهزتها الأمنية؛

فأمريكا وبريطانيا وبقية الدول الاستعمارية لم تدّرب أجهزة السلطة الأمنية وتنفق ملايينها عليها لتحمي أهل فلسطين من عدوان يهود، أو لتشنّ حرب تحرير لتطهير المسجد الأقصى من رجس المحتلين، بل أنفق هؤلاء أموالهم وبعثوا كوادرهم التي سهرت على تنشئة هذه الأجهزة على القيم "الدايتونية" لتقوم بدورها وسبب وجودها، حفظ أمن الكيان اليهودي المحتل وقمع كل من يحاول مقاومته.

إن قادة السلطة يؤكدون في كل حركاتهم وسكناتهم، حتى في قرارهم الفاشل، حرصهم على عيش دولة "إسرائيل الديمقراطية" بأمن وسلام جوار دويلتهم المزعومة، ويؤكدون أن كل تحركاتهم لا تؤثر على شرعية وجود "إسرائيل" ولا تهدد أمنها!، كما لم يكن وصف رئيس السلطة للتنسيق الأمني "بالمقدس" زلة لسان أو خطأ في التعبير بل تشخيص حقيقي لسلطة رهنت وجودها بحماية أمن المحتل، واقتاتت على أموال سحت المانحين المستعمرين لقاء قمعها لشعبها وتحريفها لمناهج تعليمهم وإفسادها لأبنائهم وتضييعها لمقدساتهم.

لقد أدرك أهل فلسطين إدراكاً حسياً بأن السلطة جسم غريب عنهم ما وجد إلا للحيلولة دون تحرير فلسطين وليكون حجرة عثرة في طريق القضاء المبرم على كيان يهود، وأهل فلسطين أكثر تطلعاً اليوم من أي وقت مضى لجيوش المسلمين لتتحرك تحركاً مخلصاً يقود لتحرير الأرض والدفاع عن العرض وتطهير الأقصى، وإن ذلك كائن عمّا قريب بإذن الله، ويومئذ يفرح المؤمنون ويخيب ويخسر فيه المفرطون الموالون للكافرين.

2-1-2015