تعليق صحفي
سلطة بلا سلطة ومشروع "وطني" تحت "رحمة" معسكر "بيت إيل"!
في حلقة نقاش ضيقة، نظمتها مؤسسة مسارات، في رام الله، لعدد من الشخصيات الفلسطينية، قال صائب عريقات «آمل أن أرجع إلى حياتي (الأكاديمية) المحترمة في يوم ما». وتحدث عن كيفية سفر رئيس السلطة فقال إن «أبو مازن عندما يريد الذهاب إلى عمان، عليه أن يطلب إذناً من مقر الارتباط العسكري الإسرائيلي في معسكر بيت إيل القريب من رام الله مع تحديد عدد السيارات والاشخاص». وأضاف عريقات «ما عاد فينا نواصل، ولا بد من تحديد العلاقة مع إسرائيل».
بكل صراحة يتحدث رجالات المشروع "الوطني" –في الغرف المغلقة- عن حقيقة سلطتهم المعيب، الفاقدة لأدنى أشكال السيادة بينما تفرض "سطوتها" الكاذبة على أهل فلسطين، وعن حقيقة خضوعهم المشين لكيان يهود في أدق تفصيلات تحركاتهم، لتتجلى بذلك حقيقة ما آل إليه المشروع "الوطني" الذي يعزف هؤلاء على أوتاره، وفي سبيل الترويج له برروا التنازل عن الأرض والعرض، وقدّسوا التنسيق الأمني المخزي، وداسوا على كل ما كانوا يعتبرونه خطاً أحمر وثوابت وتآمروا على أمتهم وفرّطوا بمقدساتها، ليتضح لهم مؤخراً أنهم يعيشون تحت "رحمة" معسكر "بيت إيل"!، وأن كل ما قدّموه من خدمات أمنية وسياسية وفكرية "جليلة!" للمحتل لم تشفع لهم، وأنهم لا حيلة لهم سوى انتظار ما يمكن أن يمّن به عليهم المحتلون سواء من "طيب أنفسهم" أم بضغط ناعم من حلفاء يهود من الأمريكان والأوروبيين! ليسجلوه كإنجاز لهم وليخرجوا على وسائل الإعلام يتباهوا بما حققوه!!، فبئس ما يصنعون.
إن ما يحدث للسلطة ورجالاتها هو شاهد آخر يضاف لشواهد الواقع والتاريخ والتي تبين مصير من يتعلق بحبال المستعمرين والمحتلين وينفصل عن أمته بل يناصبها العداء، فلا دنيا يصيبها بل عيش ذليل، ولا آخرة ترتجى جراء ما اقترفوه من جرائم بحق الأرض المباركة وأهلها ومقدساتها.
(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)
5-12-2014