تعليق صحفي
استجلاب قوات احتلال دولية للأرض المباركة جريمة بحقها وتضييع لتضحيات أهلها وتضحيات المجاهدين!
قال أسامة حمدان، مسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس، إن الحركة "تؤيد" أي قرار يصدر عن مجلس الأمن لإنهاء العدوان على قطاع غزة شريطة أن يتضمن "نشر قوات دولية على خطوط 4 يونيو/ حزيران 1967″، وخروج "إسرائيل" من هذه المناطق كلها.
لا زال العدوان اليهودي على غزة في تصاعد جراء ما يلاقيه هذا العدو الجبان من ضربات المقاومة الباسلة المجاهدة التي تهز أركان جيشه المتصدع، فتنعكس ردود فعله على المدنيين العزل فيقصف الأسواق والمدارس والبيوت السكنية ويوقع الضحايا من النساء والشيوخ والأطفال، فلا يزيد ذلك أهل غزة إلا إيماناً وتسليما وصبراً وثباتاً.
في ظل هذه الأجواء التي تكشف عن معدن أهل غزة الأصيل وتمسكهم بحبل الله المتين ورفضهم للدنية والخضوع لأعداء الله، وفي ظل انكشاف عوار كيان يهود الجبان وهشاشة جيشه، تأتي تصريحات حمدان لتمثل تناقضاً تاماً مع تضحيات أهل غزة، ومجاراة للحلول السياسية التي يروج لها أمريكياً ومصرياً وسلطوياً تحت إطار حل الدولتين، والمطالبة بحلول قوات احتلال جديد للأرض المباركة تسمى قوات دولية، وهذا ما روج له عباس قبل أشهر ورفضه أهل فلسطين.
لذلك فإننا ننصح أسامة حمدان أن يتراجع عن تصريحاته تلك لأن الرضى بأن تكون الأمم المتحدة بمجلس أمنها الاستعماري حكماً في قضية الأرض المباركة هو سطحية سياسية، وإسقاط لجملة حقائق تؤكد انحياز تلك المؤسسات لصالح كيان يهود وتنفيذها لأجندات الدول الاستعمارية، وهو من قبل ومن بعد مخالفة لقول الله سبحانه (وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) ولنهي الرسول الأكرم (إنا لا نستعين بالمشركين)، وقفز على الوقائع المأساوية والجرائم الدموية التي ارتكبتها القوات المسماة دولية وخاصة بحق المسلمين كما في سبرينتشا في البوسنة وغيرها.
إن أهل غزة الأبطال والمقاومة الباسلة لم يقدموا الشهداء والجرحى لتكون جسراً لتمرير حل الدولتين الأمريكي الذي تسعى المنظمة والسلطة لتمريره على أهل فلسطين منذ عقود، وإنما لتكون تلك الدماء لبنة في طريق تحرير فلسطين كاملة ورفضاً لمخططات المستعمرين، ودفاعاً عن شرف الأمة وأبنائها، وبرهاناً ساطعاً لجيوش المسلمين بأن بمقدورهم تحرير فلسطين والقضاء على كيان يهود إن هم أخلصوا النية وعقدوا العزم.
لذا فمحاولة السياسيين استرضاء القوى الإقليمية أو الدولية على حساب الدماء الزكية التي أريقت والتضحيات الجسيمة التي بذلت هي محاولة غير مقبولة ويجب أن تقابل بالرفض من المقاومين الذين يبذلون أرواحهم رخيصة في سبيل الله، ومن أهل غزة الصابرين المعتصمين بحبل الله، ومن عموم أهل فلسطين المرابطين، ولتتوجه نداءاتهم لأمتهم ولجيوشها لتتحرك عاجلاً لتحرير الأرض المباركة، فكلما اشتد البلاء وتوجه النداء للقوى الفاعلة في الأمة كلما اهتزت العروش واقترب التحرك الحقيقي الذي يرضي الله ورسوله والمؤمنين، وبغير ذلك ستضيع التضحيات في دهاليز الأمم المتحدة ومجلس أمنها وتلاعب القوى الإقليمية.
نسأل الله أن ينصر إخواننا المقاومين المجاهدين وأن يأخذ بأيديهم لما يحب ويرضى وأن يجنبهم مكر الكافرين والحكام المنافقين الذين لا يدخرون جهداً في محاربة الله ورسوله والمؤمنين، وأن تكون تضحياتهم نوراً للأمة في الحياة الدنيا، ولهم الأجر والثواب العظيم يوم يقوم الأشهاد.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ(
1-8-2014