تعليق صحفي
أما من هبة جهادية ضد التحدي اليهودي بإقامة كنيس على بعد أمتار من المسجد الأقصى؟
أقرت لجنة متخصصة في "وزارة الداخلية الإسرائيلية" إقامة كنيس يهودي في قلب البلدة القديمة بالقدس المحتلة، وهو لا يبعد سوى 200 متر عن المسجد الأقصى، من جهة الغرب (حسب وكالة معا).
إن اليهود الذين وصفهم القرآن بأنهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا يخوضون ضد المسلمين صراعا عقديا، يركزون فيه على مشروع تهويد القدس، وطمس هويتها الإسلامية، ساعين لتغيير صفة بيت المقدس في عقول وقلوب المسلمين، ليتسنى لهم ترسيخ كيانهم فوق تراب فلسطين.
ولكن هيهات هيهات أن يتمكنوا وآي الكتاب الحكيم تُتلى إلى يوم الساعة: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ﴾، فهو مسجد مرتبط بعقيدة المسلمين، كثابت عقدي لا يتغير مهما تغير المحيط ومهما طمست المعالم العمرانية، وما وقر في القلوب لا تغيره الأحجار.
إن المسلمين الذين يمسّكون بالكتاب يدركون طبيعة قضية فلسطين بأنها قضية أمة ممتدة على جناحي عقاب من أندونيسيا إلى ما بعد المغرب، وهي أمة حية لا يمكن أن تفرّط بمسرى نبيّها ولا بشبر من أرضه الخراجية. وها هم ثوار الشام الرواد في مشروع التغيير الجذري للأمة يرفعون شعارات: القدس بعد دمشق.
أما المفاوضون ممن اختطفوا قضية فلسطين -ومن خلفهم من حكام العرب المتخاذلين- فإنهم جعلوا القدس وفلسطين عرضة للمساومات، وأخضعوها لمسيرتهم من التنازلات، حتى صار اليهود يستصدرون مثل هذه القرارات دون خشية من ردة فعل المسلمين، وقد عودتهم السلطة أن تحمي أمنهم من غضبة أهل فلسطين، وعودهم الحكام أن يحموا حدودهم من غضبة المسلمين.
إن التحدي اليهودي السافر في هذا القرار يجب أن يوقظ الأمة لهبة جهادية تزلزل الأرض تحت أقدام اليهود، فتهد كيانهم من أساسه قبل أن يتمكنوا من وضع أساسات كنيس الضرار هذا على مقربة من المسجد الأقصى المبارك.
وهذه الجريمة اليهودية جديرة بأن توقظ الضباط المخلصين في الجيوش الإسلامية من وهم الأنظمة العربية -الممانعة منها والمنبطحة- وأن تلهمهم سيرة الفاتحين والمحررين لينهضوا بمسؤولية الجهاد الذي يطهر القدس وكل فلسطين من هذا العدوان اليهودي المتواصل، والمتحدي لمشاعر الأمة ولعقيدتها:
أما لله والإسلام حق يدافع عنه شباب وشيب؟
3/4/2014