تعليق صحفي
الأسرى ناضلوا من أجل التحرير لا ليكونوا ورقة رخيصة على طاولة المفاوضات
أبلغت دولة اليهود السلطة الفلسطينية - عبر الوسيط الأميركي - رفضها الالتزام بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى المقرر غدا السبت. ونقلت الجزيرة نت عن وكيل وزارة الأسرى والمحررين أن القيادة الفلسطينية ستكون فورا في حِل من تعهداتها وستتوجه لكل المؤسسات والمحافل الدولية، وأن الحركة الأسيرة ستنفجر غضبا على النكث بحرية أسراها. وأفاد بأن دولة اليهود شرّطت قبل الإفراج أن توافق السلطة على تمديد المفاوضات وتطبيق شروط اتفاق الإطار.
إن هذا الخبر يجدد التأكيد على عقلية اليهود الناكثة للمواثيق والناقضة للعهود كما وصفهم القرآن: "أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم". وهو يسحب البساط من تحت أرجل من جعل المفاوضات مع هكذا شعب وضيع طريقة للوصول إلى غايات سياسية ممسوخة.
إن اليهود الذين هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا وهذه صفاتهم لا يمكن أن يركن إليهم أو أن يطمئن إلى وعودهم إلا من تخلى عن ثقافة القرآن التي تصنع الأبطال الأتقياء، والتزم ثقافة الأمريكان التي تصنع المسترزقين العملاء.
ولذلك جدير بمن يعلّق مستقبله على قيادة ربطت قضية فلسطين بالمفاوضات أن يصحو من رقاده، وأن يعلي صوته ضد من يختطف قضية فلسطين ويحشرها في أنفاق المفاوضات، ولا يمكن أن يُخدع الناس بدعوى التوجه للمؤسسات والمحافل الدولية، وهي التي ظلت شاهدة زور على الجرائم اليهودية بحق أهل فلسطين، بل كانت أصل مؤامرة "شرعنة" الاحتلال اليهودي لفلسطين.
وإن هذا الخبر يجدد التأكيد أيضا أن قيادة المنظمة والسلطة تضع قضية الأسرى ضمن حقيبة الصفقات السياسية، وترضخ فيها للشروط اليهودية للمفاوضات والتنازلات التي لا تتوقف. وإن شباب فلسطين من الأسرى قد بذلوا ما بذلوا وتحملوا قهر وعدوان اليهود، وكافحوا من أجل تحرير وتطهير فلسطين من دنس اليهود لا من أجل أن يكونوا ورقة رخيصة على طاولة المفاوضات، وهم لا يفقهون أدبيات "المشروع الوطني" الجديد الذي يلهث خلف سلطة تحت الاحتلال تعفيه من مسئولياته، وتحمّل الناس تكاليف تشغيلها.
وإنه من العار على هذا المشروع الوطني أن يلوث الأسرى القدامى على وجه الخصوص بمؤامرة تمرير حل الدولتين وبأوساخ الاتصالات السياسية مع اليهود، وهم الذين أُسروا وهم يعتبرون حل الدولتين جريمة، ويدركون أن كل اتصال مع العدو اليهودي خيانة.
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ
فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً
27/3/2014