تعليق صحفي
وصف المسلمين بالإرهابيين تضليل، وقادة الغرب وزعماؤه هم أس الإرهاب وأساسه
دعا رئيس بلدية مدينة لندن، بوريس جونسون، إلى انتزاع الأطفال المسلمين المعرضين لخطر التطرف من عائلاتهم لمنع تحولهم إلى انتحاريين محتملين، ووصف التطرف الاسلامي بالفيروس الشنيع.
وصف المسلم بالإرهاب بات صفة تسعى الحكومات الغربية للصقها بكل من يتمسك بتعاليم دينه، ولقد رأينا كيف سعى رئيس وزراء بريطانيا "ديفيد كاميرون" من قبل جاهداً لحظر حزب التحرير في بريطانيا، وهو حزب سياسي، وذلك لأنه يدعو الجالية الإسلامية هناك إلى التمسك بدينها ورفض الانخراط في فكر وقيم المجتمعات الغربية التي تناقض الإسلام وتحط من شأن الإنسان.
رئيس بلدية لندن، الذي يبدي "الشفقة" على الأطفال، يتناسى أن بلده كانت شريكة أمريكا في حربها على العراق حيث أودت هذه الحرب والحصار الجائر من قبل بحياة مئات الآلاف بل الملايين من الأطفال، وأن بلاده كانت شريكة في حرب أفغانستان، حيث ترتكب قوات الناتو هناك أفظع الجرائم بحق المدنيين العزل من نساء وأطفال وشيوخ، فتقتلهم، في الأفراح وبيوت العزاء وفي مساكنهم، دون رادع! وإن فضح أمرها زعمت أن فعلها كان بالخطأ!.
وتصف الحكومة البريطانية المسلمين الذين يحملون الجنسية البريطانية والذين سافروا لنصرة إخوانهم المستضعفين في سوريا بالإرهابيين فتحاكمهم وتزج بهم في السجون، بينما لا تصف الأسد وزبانيته الذين أهلكوا الحرث والنسل بالإرهابيين بالرغم من أنها تزعم كذباً مناصرتها لأهل سوريا وثورتهم!.
إذاً نحن أمام حملة يشنها قادة الغرب على كل ما هو إسلامي، ويصفون المسلمين الذين يتمسكون بدينهم، كما يحب الله ورسوله لا كما تحب بريطانيا أو أمريكا، يصفونهم بالإرهابيين، فهذا الوصف في منظور الغربيين بات "ماركة مسجلة" للمسلمين، فهؤلاء لا يصفون يهود وقناصيهم الذين قتلوا الأطفال في غزة عمداً بالرصاص في صدورهم بالإرهابيين، ولا يصفون "أندريس بريفيك" الذي فجر وسط أوسلو بالإرهابي، فالإرهاب بدعواهم الباطلة هو الإسلام، والإرهابيون هم المسلمون!.
إن أهداف هذه الحملة متعددة متشعبة، فمن جهة يريد قادة الغرب تبرير اجراءاتهم القمعية ضد الجاليات الإسلامية وإثارة نقمة شعوبهم عليهم وتغذية روح العداء لهم، ويريدون كذلك تبرير حروبهم الاستعمارية على بلاد المسلمين، ومن جهة أخرى يسعون لتنفير غير المسلمين من الإسلام لا سيما في ظل تنامي إقبال الناس في أوروبا وغيرها على اعتناق الدين الحق.
إن وصف أهل الحق بأوصاف تنفيرية هو نهج المفلسين فكرياً، الذين لا يجرؤون ولا يقدرون على مواجهة الحجة بالحجة، هكذا فعل كفار مكة مع الرسول الأكرم فوصفوه بالساحر والمجنون، وهكذا يفعل الذين ارتكبوا ويرتكبون أفظع المجازر بحق البشرية، فيصفون المسلمين بالإرهابيين وهم أسه وأساسه.
إن الآلة الإعلامية التي يمتلكها الغرب ويسعى من خلالها إلى قلب الحقائق لا يمكن أن تجعل الحق باطلاً أو الباطل حقاً، وإن المبدأ الرأسمالي الغربي الذي استباح قتل البشر لقاء حصول بارونات المال والنفط على مغانمهم النفطية أو زيادة أرصدتهم البنكية بان عواره، ولا يمكن أن يستمر في خداع البشر وأن يضللهم بدعاوى الإنسانية، وإن البشرية اليوم هي في أمس الحاجة إلى حكم الإسلام وعدله، وإن تحقق ذلك سيكون قريباً بإذن الله؛
فمهما افترى المستعمرون وألبسوا على الناس أفكارهم عبر دعاياتهم المغرضة، ومهما ضللوا، فلن يقدروا على إخفاء الحقيقة، وستشرق شمس الإسلام من جديد فتنير العالم وتبدد ظلام الرأسمالية وتنهي ظلمها.
4-3-2014a