تعليق صحفي
التفريط والتضليل و السير في المخططات الاستعمارية هي سمة عباس وسلطته
في حديثٍ مع القناة الثانية في التلفزيون المغربي اعتبر رئيس السلطة محمود عباس "أن الطرف الفلسطيني لم يحصل على أي شيء من المفاوضات التي يقودها كيري حاليا...وأن الأمريكان وجون كيري مخلصون وجادون في الوصول إلى تسوية".
وقال عباس "يريدون منا الاعتراف بيهودية الدولة فنحن معترفون بدولة اسرائيل ولا يمكن أن نقبل أكثر من ذلك... نحن ليس لدينا مانع من أن تجري تعديلات طفيفة ومتبادلة بالقيمة والمثل على حدود 67...هناك قضايا أخرى منها قضية القدس هي جزء من الأرض التي احتلت عام 67 والقضايا الأمنية يمكن أن نتفق عليها دون أن يتناقض ويتضارب مع سيادتنا."
وقال عباس "المطلوب دعم وكالة بيت مال القدس...لكي تقوم بأعمال كثيرة للمواطنين المقدسيين لكي نمنع تهويد القدس...نطالب الدول العربية والإسلامية...أن تزور القدس". وحول قبوله بقوات دولية، قال عباس "اذا كان هناك مطالب أمنية اسرائيلية على الحدود الشرقية يمكن أن يكون هناك طرف ثالث غير الإسرائيليين وهو الأمريكان أو النيتو موجود على الحدود".واعتبر أن "الانقسام الفلسطيني ليس له اثر على موضوع المفاوضات وأنا أمثل الشعب الفلسطيني أينما يتواجد كل فلسطيني".
تلخص تصريحات عباس هذه سيره وسير سلطته ومنظمته في نهج التفريط بالأرض والمقدسات، وتعطي برهاناً ساطعاً على مدى توغل هؤلاء في المخططات الاستعمارية وارتمائهم في أحضان الكافرين وتضييعهم لقضية فلسطين، وجعلهم من أعداء الأمة حكماً في قضاياها، وتظهر تلك التصريحات ما يمارسه عباس وسلطته من تضليل.
فكل قضية من القضايا التي ذكرها عباس تعدُّ جريمة كبرى فكيف بها مجتمعة؟!!
فالاستمرار في المفاوضات المخزية، رغم اعتراف عباس بأنهم لم يحققوا شيئا، جريمة...
ومدحه للأمريكان -أعداء المسلمين- ووصفهم بالصادقين الجادين في الوصول إلى تسوية وهم الذين يضعون أمن يهود على سلم أولوياتهم، جريمة...
والاعتراف بكيان يهود واقرارهم على ما اغتصبوه واعتباره ملك أيمانهم بل وقبول تبادل الأراضي معهم –مهما كان حجمها-، جريمة...
والرضا بتقسيم القدس واعتبار جزئها الشرقي قضية قابلة للتفاوض، جريمة...
وتصويره بأن قضية القدس تفتقر للمال فقط لمنع تهويدها دون الحديث ولو بكلمة واحدة عن وجوب تحريرها، جريمة...
ودعوته العرب والمسلمين للتطبيع مع يهود عبر زيارة القدس تحت حراب الاحتلال، جريمة...
والرضا بقوات احتلال جديدة أمريكية أو من النيتو، جريمة...
وادّعاؤه زوراً وبهتاناً بأنه يمثل الشعب الفلسطيني في الداخل والمهجر، واغتصابه لتمثيل الناس، جريمة...
فهذه الجرائم تظهر معالم النهج التفريطي التضليلي الانبطاحي لعباس وسلطته، وتظهر أن مشروع السلطة منذ لحظة ولادته كان مشروعاً غربياً، لتمرير هذا الحجم الهائل من التنازلات والذي كان في أبجديات منظمة التحرير في تاريخها الغابر خيانة كبرى!
إن عباس وسلطته قد تمادوا كثيرا في تنازلاتهم، وها هم يتحدثون عنها بلا أدنى حياء أو خجل أو خوف من الله أو من عباده وقد آن لأهل فلسطين أن يضعوا حداً لهؤلاء.
إن واجب أهل فلسطين أن يرفضوا سياسات السلطة والمنظمة وجميع أزلامها، وأن يعلنوا بأنهم برآء منهم ومن أفعالهم وأقوالهم، وأن يردوا هذه القضية إلى امتدادها وسياقها الصحيحين، فهي قضية أمة إسلامية لا قضية شعب فلسطيني، وهي قضية بلاد مباركة احتلت يجب تحريرها بالجهاد وعبر جيوش المسلمين.
كما يجب على جيوش المسلمين، وهم يرون تخاذل السلطة وتفريط الحكام بفلسطين ومقدساتها، أن ينفضوا عن كاهلهم الذلة وغبار الخنوع وأن يتحركوا عسى أن ينالوا شرف تحرير بيت المقدس فيكونوا خير خلف لخير سلف، فتحرير الأرض المباركة كائن لا محالة فليسارع أهل القوة من المسلمين للظفر بهذا الشرف العظيم.
20-1-2014