تعليق صحفي
السلطة الفلسطينية سلطة ذل وهوان واستخذاء مشين أمام الاحتلال
استشهد رجل أمن فلسطيني، فجر الخميس، إثر تعرضه لإطلاق نار من قوات "إسرائيلية" اقتحمت قلقيلية بالضفة الغربية ليكون ثاني فلسطيني يستشهد خلال أقل من 12 ساعة، حيث كانت قوات الاحتلال قتلت الاربعاء شابا في جنين وأصابت سبعة آخرين بجراح خلال اقتحام قوات خاصة مخيم جنين. في حين لم يصدر عن السلطة سوى إدانة الرئاسة الفلسطينية لجرائم القتل التي ارتكبها جيش الاحتلال، وأدت إلى استشهاد المواطنين صالح ياسين من مدينة قلقيلية، ونافع السعدي من مخيم جنين.
وعلى صعيد ذي صلة أعلن رئيس وزراء كيان يهود، بنيامين نتنياهو، مساء أمس، خلال خطابه أمام مؤتمر الليكود، التزام حكومته بمواصلة البناء في المستوطنات وتطوير المشروع الاستيطاني باستمرار ودون توقف، في حين أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين مساء الأربعاء أنّ الفلسطينيين مستعدون لتمديد فترة مفاوضات السلام مع "إسرائيل" إلى ما بعد الأشهر التسعة المتفق عليها شرط التوصل حتى ذلك التاريخ إلى "مسودة" اتفاق حول المسائل الرئيسية.
من الواضح أنّ الاحتلال الغاشم يواصل جرائمه الوحشية بحق أهل فلسطين دونما توقف أو مراعاة للاتفاقيات أو المعاهدات أو اللقاءات المذلة التي ترعاها أمريكا، وحتى في الموضوع الأكثر حساسية وهو الاستيطان والأمن، فهو يمعن في إذلال السلطة واستهتاره بها حينما يعلن مواصلته الاستيطان دونما توقف، وقتله لأهل فلسطين ومنهم رجال أمن على الرغم من التنسيق والخدمات الأمنية الجليلة التي تقدمها السلطة بلا انقطاع لكيان الاحتلال.
وهذا من جانب يؤكد على العنجهية والغطرسة التي يتعامل بها كيان يهود مع السلطة، وهذا أمر طبيعي طالما هو لا يرى منها إلا الاستخذاء والذل وتمني رضاه، فاطمأن الاحتلال وتيقن بأنّ من يهن يسهل الهوان عليه، ما لجرح بميت إيلام.
ومن جانب آخر يظهر مدى إحساس يهود بضعف أمريكا وانشغالها الحالي مما يحول دون ممارسة ضغوط على كيانهم، مما يدفع يهود إلى التفلت من القيود والإملاءات الأمريكية إلى درجة ما قبل الانفجار.
وتبقى المصيبة الكبرى في موقف السلطة المشين الذي يندى له الجبين، فهي تصر على مواصلة المفاوضات المذلة، بل ويصرح كبير مفاوضيها باستعداد السلطة لتمديد فترة المفاوضات بكل خسة ونذالة، وهي تصر كذلك على مواصلة التنسيق الأمني الذي تقدم فيه السلطة أبناء فلسطين لقمة سائغة لكيان يهود، وتعينه على وأد كل محاولة لإيذاء أو إزعاج يهود، وحتى عندما يقتل الاحتلال أفرادا من الأجهزة الأمنية التي تسهر على خدمته على نحو لم يسبق له مثيل في التاريخ، حتى حين يفعل ذلك لا تصدر أية ردة فعل ذات بال أو اعتبار من السلطة إلا مجرد الإدانة الكاذبة.
فأي استخذاء وذل وهوان هذا الذي وصلت إليه السلطة وأزلامها؟!
ففي الوقت الذي تسطر فيه الأمة وأبناؤها في الشام ملاحم العز والكبرياء، بعد أن نفضت الأمة عنها غبار الخوف والجبن والهوان، تسطر السلطة مواقف الخزي والعار، لتؤكد على انفصامها الكامل عن أهل فلسطين والأمة بأسرها.
لقد آن الأوان أن تعود قضية فلسطين إلى حضن أمها الأصيل، حضن الأمة الإسلامية القادرة على محو كيان يهود في لحظات، لا أن تبقى بأحضان الأقزام الأقنان الذين اختطفوها في غفلة من الأمة.
23-12-2013