نشرت مجموعة الأزمات الدولية اليوم تقريرا جديدا بعنوان إسلاميون في السجون، تحدثت فيه عن تزايد أعداد السجناء "الإسلاميين" في قيرغيزستان وكازخستان، وارتفاع مستوى التأثير السياسي لهم. وذكر التقرير أن القضايا والمشاكل تتسرب من داخل السجون لخارج أسوارها، وأن تمدد الإسلام السياسي داخل السجون يؤدي إلى مضاعفات حادة خارج السجون.
وأوضح التقرير المفارقة التي يدركها القادة السياسيون في قيرغيزستان وكازخستان، على الأقل في جلساتهم الخاصة، وهي القائمة على أن أفضل مخرج لهزيمة الإسلام السياسي هي في الاستجابة للاحتياجات الناجمة عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وفي محاربة الفساد من القمة للقاعدة، الذي يقلق أنظمة المنطقة كلها، وهي تتمثل في كلمات أحد زعماء المنطقة: "امنحوا الشعوب مستقبلها".
وفيما تواجه حكومات المنطقة خطر انفجار ثورة إسلامية كنتيجة للقضية الأفغانية ولفشل الأنظمة في المنطقة، فإنها تتوجه نحو مزيد من الاعتقالات في صفوف "الإسلاميين".
ثم أكّد التقرير أن الهدف الرئيس في قيرغيزستان وكازخستان هو حزب التحرير، الذي وصفه بالحزب السياسي السري، والذي يهدف إلى إقامة خلافة في العالم الإسلامي.
ومن ثم دلل تقرير مجموعة الأزمات الدولية على تصاعد مواجهة الحكومات لحزب التحرير من خلال زيادة سنوات أحكام السجناء، حيث ذكر أن الأحكام على أعضاء حزب التحرير كانت تتراوح مطلع العقد الحالي ما بين سنة إلى ثلاثة سنوات، بينما أصبحت الآن تتراوح ما بين 5-7 سنوات.
ويحلل التقرير أن هذه الأحكام القاسية التي تشير إلى سياسة فعالّة، هي في الحقيقة تؤدي إلى تقدّم القضية الإسلامية للأمام. وأن الإسلاميين، وخصوصا أعضاء حزب التحرير، ينظرون للسجون على أنها مسرح هام للكفاح السياسي. وأنهم اليوم يستهدفون وينجحون في التغلغل ضمن القوة الرئيسية في سجون وسط آسيا. وأوضح التقرير أن كفاح سجناء المنطقة الإسلاميين هو في اتجاه واحد يقوم على الكفاح السياسي بهدف إقامة دولة إسلامية في منطقة وسط آسيا. بعد أن قارن التقرير وضع السجناء في قيرغيزستان وكازخستان، بأوضاعهم في سجون طاجكستان وتركمنستان وأوزبكستان، حيث يعتقد أن الظروف هناك هي أكثر قسوة، وأعداد السجناء الإسلاميين أكبر، ولا توجد معلومات كافية عنهم في ظل التكتيم الحكومي.
16/12/2009