تعليق صحفي
الخلافة هاجس الغرب وروسيا والتخلي عنها شرط قبول المعارضة! فبادروهم بإقامتها أيها الثوار المخلصون
بكلمات واضحة لا تحتمل اللبس، وزير الخارجية الروسي بأن القضية الآن هي جلب النظام والمعارضة التي أسماها بالعاقلة إلى طاولة المفاوضات.
وفي تعريفه لهذه المعارضة "العاقلة" فقد أوضح لافروف بأنها التي لا تفكر بإقامة الخلافة في سوريا والتي تبقي سوريا علمانية، ولم يستبعد وجود تمثيل للمعارضة المسلحة التي لا تحمل ما وصفه بالمعتقدات الراديكالية الارهابية في مؤتمر جنيف القادم.
ليست هذه المرة الأولى التي يصرح فيها لافروف عن تخوف روسياوالغرب، لا روسيا فحسب، من قيام الخلافة في الشام، فروسيا لا تعدو في الملف السوري أكثر من "كمبارس" للمؤامرة التي تديرها أمريكا.
فقد لافروف في كلمة بلاده في الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن "المتطرفين" الأكثر تأثيراً في الثورات يهدفون إلى تدمير الدول العلمانية وإقامة دولة الخلافة.
إن السعي لإقامة الخلافة في الشام والتفاف الألوية والكتائب المقاتلة هناك حول فكرة إقامتها وتحكيم شرع الله، يفقد الغرب وروسيا توازنهم، بل عقلهم، فيتصرفون تصرف الهوجاء سعياً لتلافي قيام هذه الدولة التي يدركون أكثر من غيرهم معنى قيامها لا سيما في الشام عقر دار الإسلام.
وإدراكهم هذا هو الذي قادهم إلى تحريض طاغية الشام أداتهم على القتل والتدمير وحتى الإبادة بالسلاح الكيمياوي على مدى أكثر من عامين، وذلك في مسعى منهم لوأد هذه الثورة المباركة أو حرفها عن جادة الحق والصواب، ومع كل جهدهم "الجبار" وإمكانياتهم الهائلة إلا أن مسعاهم لا يزال يراوح مكانه بل يتراجع يوماً بعد آخر، ولا زال أهل الشام وثوارهم الأبرار يتطلعون لتحكيم شرع الله والاستبدال بالنظام البعثي العلماني التابع للغرب خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة لتكون الشام عقر دار الإسلام حقاً.
إن على الثوار المخلصين والألوية والكتائب المقاتلة أن يحذروا الغرب المستعمر من أمريكان وأوروبيين ومبعوثين دوليين، كما يحذروا روسيا والصين وغيرها ممن يعلن الولاء للنظام، فهؤلاء جميعاً غايتهم، ما صرح به لافروف، تتلخص في بقاء سوريا علمانية ومحاربة إقامة الخلافة فيها، وبعبارة أخرى بقاء سوريا تابعة عميلة للغرب وأن لا تقوم للإسلام والمسلمين قائمة على أنقاض نفوذهم في المنطقة.
إن على الثوار المخلصين أن يدركوا أن الغرب لا يمانع –كما صرح لافروف- من التفاوض من المعارضة المسلحة بشرط تخليها عن هدف إقامة الخلافة وما أسماه زوراً بالمعتقدات الراديكالية المتطرفة، لا سيما بعد ان اتضح له فشله الذريع في تسويق الائتلاف وحكومته المسخ الذين لا قرار لهم في أرض الشام ولا يمتلكون أدنى تمثيل شعبي وغير قادرين على تسويق مشاريع أمريكا، فالغرب وعلى رأسه أمريكا كل همه نفوذه ومحاربة قيام الخلافة، فلا يخطبنّ الثوار ود هؤلاء ولا يراعوا مطالبهم واشتراطاتهم الاستعمارية التي يسمونها كذباً "دولية" بل فليبادروا بإقامة الخلافة بعد تكثيف الجهود لإسقاط نظام الطاغية الذي أوشك على السقوط أو كاد.
فلتكن عاقبة ثورة الشام خلافة على منهاج النبوة، فيلقي الإسلام بجرانه في الأرض فيرضى عنها ساكن السماء وساكن الأرض، فتقطع دابر أمريكا وأوروبا وروسيا من الشام وكل بلاد الإسلام. وفي ذلك الفوز العظيم.
(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ * كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)
2-10-2013