صرح أحمد قريع بأن "اتفاق اوسلو لم يكن خطأ وإنما اتفاقا جيدا لمرحلة السنوات الخمس الانتقالية التي تم تحديدها، وأن بإمكان محمود عباس توقيع اتفاق سلام مع اسرائيل وتبني قرارات تاريخية وإن لم تحظ هذه القرارات بالشعبية".
لا يزال المفرّطون بأرض الإسراء والمعراج يأبون الاعتراف بجريمتهم التاريخية، بل ويصرون على التمسك بها حتى آخر رمق فيهم، لتبقى أسماؤهم مدّونة في تاريخ الأمة بالسواد واللعن، وليبقى هؤلاء أمثلة في التاريخ المعاصر في التفريط والخيانة بما يفوق أمثلة أبي رغال وشاور، ولتبقى صور احتضانهم وتقبيلهم لقادة يهود هي التذكار الوحيد لهم، فبئس القوم هؤلاء ولسوف يلقون الحساب العسير في الدنيا ولهم في الآخرة من الله ما يستحقون.
اتفاق أوسلو "الجريمة" الذي يتفاخر به هؤلاء هو اتفاق قدّم فلسطين لقمة سائغة ليهود واعترف "بشرعية!" احتلالهم لجل فلسطين، فبات كيان يهود كياناً "شرعيا!" باعتراف من يدّعون تمثيل أهل فلسطين.
واتفاق أوسلو قد ضرب في التاريخ سابقة غير مشهودة، فقد حوّل من ادّعوا الكفاح والنضال ضد المحتل إلى حراسٍ لحدوده وساهرين على أمنه وأمن مستوطنيه! ينسقون معه في اعتقال إخوانهم في مشهد يندى له الجبين وتخجل منه العقول السليمة.
واتفاق أوسلو قد جعل "الفدائيين" و"المناضلين" جلادين لأبناء شعبهم وأخوتهم في الدين لصالح أعدائهم وخدمة للمستعمرين، فبدل أن يوجهوا سلاحهم إلى صدر أعدائهم إذا بهم يتلقون الذخيرة من يهود ليقتلوا ويقمعوا ويعتدوا على أهل فلسطين!.
واتفاق أوسلو قد جعل احتلال يهود لفلسطين أرخص احتلال في العالم، كما يعترف بذلك عباس.
واتفاق أوسلو قد أحال حياة أهل فلسطين المرابطين إلى ضنك وشظف عيش، إذ تسلطت عليهم السلطة بضرائبها ومكوسها وأكلها لأموال الناس بالسحت.
واتفاق أوسلو قد أنتج سلطة تسعى إلى إفساد أهل فلسطين والعبث بعقول أبنائهم وتعليمهم الفسق والرقص والفحش والفجور.
ولن يستطيع محصٍ أن يحصي المصائب والكوارث السياسية والأخلاقية والإقتصادية التي جلبها توقيع اتفاق أوسلو على فلسطين وأهلها ومقدساتها.
أفبعد كل هذا يصر هؤلاء المفرطون على التغني بأوسلو وأخواتها؟! ويزعمون أنها كانت مناسبة للسنوات الانتقالية؟! ألا يخجلون من الله ومن أمتهم وأهليهم بل ألا يخجلون من أنفسهم؟!
إن أهل فلسطين برآء من هؤلاء الأدعياء مغتصبي تمثيلهم، وانظروا إلى أقوال قريع عندما يقول "وأن بإمكان محمود عباس توقيع اتفاق سلام مع اسرائيل وتبني قرارات تاريخية وإن لم تحظ هذه القرارات بالشعبية"، فهؤلاء يدركون أنهم لا يمثلون أهل هذه البلاد المباركة وأنهم إنما يضللون الناس ويخادعون بدعوى التمثيل وأنهم أجراء لدى الغرب الذي نصبهم ليؤدوا مهمتهم التفريطية.
إن أهل فلسطين والمسلمين جميعا سيحاسبون هؤلاء جميعاً على رؤوس الأشهاد، حينما يتسلم المسلمون زمام أمرهم ويستعيدوا سلطانهم المغصوب، ولن ينفعهم حينئذ عذر أو اعتذار. وإنا لنرى ذلك قريباً بإذن الله.
)قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى(
13-9-2013