منذ أشهر والنظام المصري القديم الجديد بوجوهه المختلفة وهو يحمل على أهل قطاع غزة بذريعة العداء مع سلطة حماس في غزة، فتارة يأتي بالاتهامات المعلبة وتارة يغلق معبر رفح نكاية في أهل غزة، أو فتحه شكليا أو التلويح بالعودة إلى اتفاقية عام 2005من أجل إعادة سلطة رام الله لإدارة معبر رفح وبإشراف أوروبي، ومرة بهدم الأنفاق ومنها الأنفاق التي تغذي الوقود ما تسبب في أزمة في قطاع غزة، وتارة بتهديد وزير داخلية النظام ، ثم ما شرعت به قوات ذلك النظام اليوم من إقامة لمنطقة عازلة على حدود قطاع غزة، تحيط بمنطقة الأنفاق التي تمد قطاع غزة.
بل وفي خضم تلك الاتهامات والتراشق الإعلامي يأتي وزير خارجية النظام المصري، مستعيدا لدور النظام المصري عراب أمريكا، والذي تآكل بفعل الثورة بينما تمدد الدور التركي، فقابل عباس رئيس سلطة رام الله في مقره وأكد على ضرورة السير في المصالحة بين حماس وفتح، تلك المصالحة التي ما هي إلا إخضاع للجميع من اجل حماية كيان يهود وتنفيذ الاتفاقيات معه وإقرار وجوده وتقديم إغراءات له كتوحيد السلطتين لإجباره على السير في المفاوضات التي يحاول أن يتملص منها بينما السلطة وقادتها لا يملكون من أمرهم إلا ما تأمرهم به أمريكا.
إن تلك الضغوط على أهل قطاع غزة وعلى سلطة حماس هدفها جرهم إلى المصالحة "بالمواصفات الأمريكية" من أجل تقوية سلطة عباس الذي تسير سلطته قدما في المفاوضات، ولا أدل من إعلانها تعليق جولات المفاوضات مع كيان يهود بعدما اغتال ثلاثة من النشطاء، فأمرتها أمريكا بعدم إيقاف المفاوضات أبدا فما كان منها إلا أن استجابت صاغرة لأوامر الأسياد.
فأي إجرام وأية وقاحة تلك التي يعربد بها النظام المصري على أهل بلد محتل كأهل غزة بينما يأمن يهود بتطمينات وتعاون نظام مصر معهم.
إن هذا النظام الذي لم ينقطع يوما عن دوره المرسوم ككنز استراتيجي لأمريكا ويهود، عاد إلى دوره بوجه أكثر قبحا وسفورا، فبدلا من أن يحتضن أهل فلسطين وغزة إذ به يدفعهم دفعا لأحضان يهود بإغلاق الأنفاق وبمنع العبور من قطاع غزة لمصر وفي نفس الوقت فتح كيان يهود للمعابر مع قطاع غزة وكأن كيان يهود يقول لأهل غزة أنا أفضل من جميع الأنظمة العربة!.
إن التاريخ يدخله العظماء من بوابات الانتصارات والبطولات بيد أن النظام المصري قد اختار أن يدخله من باب العبيد، فقد اطمئن إلى قبضته الأمنية التي خذلت من سبقه، وركن لدعم أمريكا واسترضاء كيان يهود، وهو بذلك يستند إلى جدار مائل سيسقط عليه بدلا من أن يركن إلى أمته ويكون في مقدمة المحررين، ولكن هيهات هيهات لمن ملأ الدنيا دما والسجون معتقلين من أبناء شعبه أن يحظى بشرف البطولة و النصر على كيان يهود.
1-9- 2013