نقلت وكالة الأنباء الكويتية وغيرها من وكالات الأنباء بتاريخ 1-12-2009م عن الرئيس التركي عبد الله غل قوله : (إن القضية الفلسطينية والقدس هي قضية إسلامية بالأساس وليست خاصة بالفلسطينيين فقط ...)
وقالت الوكالة: (وشدد غول في كلمة خلال منتدى الأعمال الأردني - التركي الذي عقد في عمان برئاسة غول ورئيس الوزراء الأردني نادر الذهبي على ضرورة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني.
وامتدح الرئيس التركي الذي يزور الأردن على رأس وفد رفيع المستوى بدعوة من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني المبادرة العربية للسلام.
وطالب إسرائيل بوقف بناء المستوطنات والدخول في مفاوضات سلام جادة مع الفلسطينيين لإنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار في المنطقة بما يحقق الرفاه لشعوبها.)
وكان غول قد رفض زيارة (إسرائيل) حسب ما نقلت day press بعد لقائه مع بن اليعازر في أنقرة بتاريخ 24-11-2009م بسبب استمرار (إسرائيل) في الاستيطان وعدم رغبتها في إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 67م.
إن حكام تركيا الذين وصلوا إلى الحكم متسترين بشعارات الإسلام يتسترون أمام المسلمين اليوم بستار العثمانيين ليقوموا بدورهم في السمسرة لصالح المشروع الأميركي في المنطقة.
فعبد الله غل كما رئيس وزراءه أردوغان يستثمر الإسلام في أسلوب يثير المشاعر الإسلامية ليغطي على حقيقة مواقفه القبيحة، فها هو يقول أن قضية فلسطين والقدس قضية إسلامية وليست خاصة بالفلسطينيين فقط! ناطقًا بكلمة حق لا ليحق الحق ويلتزم به بل لتكون الغلالة التي يخفي وراءها مراده من هذه الكلمة.
فكيف يتفق عدم تحرك تركيا لتحرير فلسطين و التعاون العسكري التركي- (الإسرائيلي) مع كون قضية فلسطين إسلامية؟!
وكيف تتفق مطالبة غل لـ (إسرائيل) بإيقاف الاستيطان في الضفة فقط ومطالبتها بدولة على جزء يسير من فلسطين مع كون قضية فلسطين قضية إسلامية ؟!
وكيف يتفق مدح المبادرة العربية القائمة على التفريط واحتضان كيان يهود القائم أصلاً على أرض فلسطين مع كون قضية فلسطين قضية إسلامية؟!
وكيف يتفق اعتراف تركيا بـ (إسرائيل) ودعوتها لغيرها إلى الاعتراف بها مع كون قضية فلسطين قضية إسلامية؟!
إن ذلك يكشف وبوضوح سير حكام تركيا في الخطة الأميركية لتصفية قضية فلسطين المتمثلة في حل الدولتين، دولة قابلة للحياة منزوعة السلاح مقابل كيان يهود المدجج على معظم فلسطين، ويكشف بوضوح حقيقة تصريح غل حول إسلامية قضية فلسطين.
أيها المسلمون:
إن كون قضية فلسطين قضية إسلامية يعني أن واجب تحريرها يقع على عاتق المسلمين جميعًا حكامًا ومحكومين، عربًا وغير عرب، وليس السعي لتقام عليها دويلة مهما كانت صفتها.
وأن لا يُكتفى بالناحية النظرية كأن يُقال أن قضية فلسطين قضية إسلامية ثم نتصرف وكأنها قضية وطنية فهذا تضليل لبقية المسلمين وسير على خطى الكفار المستعمرين.
أيها المسلمون:
إنه لمن المنكر العظيم الرضى بحال حكام اليوم والاكتفاء منهم بدور السمسرة، والسكوت عن اعترافهم بشرعية كيان يهود المزعومة، والسكوت عن تقاعسهم عن الجهاد في سبيل الله وتمرير مخططات الدول الكافرة كأميركا، والتعامل مع ما يسمى بالشرعية الدولية والاكتفاء بدعم المقاومة دون تحرك بقية الأمة و تصوير القضية على أنها قضية مفتاح وبيت وأرض و ما شاكل ذلك ... فكل هذه الأفعال تتناقض مع حقيقة أن قضية فلسطين قضية إسلامية.
إن فلسطين لن تتحرر إلا بصفة الإسلام ولن تتحرر جزئيًا بل سيحررها المسلمون المخلصون الذين لا يعرفون إلا راية الإسلام لتنضم فلسطين إلى ديار الإسلام ثم تكون بعدها عقر دار الخلافة على منهاج النبوة كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
(وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ، يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم وكذبت أميركا وكل الدول الغربية وحكام المسلمين العملاء.