تعليق صحفي
"معبود العرب" صنم فسق وسفور وتفرقة
في اطار الحملات المسمومة على أفكار الإسلام ومشاعره، قامت أنظمة وكيانات رعاها الغرب وسخرت إمكاناتها كلها لزعزعة ثقافة المسلمين، مستخدمة في ذلك كل الوسائل الممكنة والأساليب المتاحة كالإعلام وفضائيات أنظمة الحكم الجبري، كما فعلت مجموعة قنوات الـMBC والموجهة لمسخ وتسميم مشاعر أبناء المسلمين بالثقافة الغربية، وكان آخر ثمرات ذلك المسخ، السهم المسموم في برنامجها المسمى "معبود العرب" المتصادم مع أساس عقيدة الإسلام في مسماه، والمتصادم مع أحكام وقيم الإسلام في جوهره.
تأتي برامج الغناء والرقص والمجون لترقص على جراحات الأمة، ودماء أبنائها النازفة في كل مكان في الشام وفلسطين وبورما وغيرها، وفضائيات أنظمة الجور تتخذ من سفراء السفور والمجون والاختلاط قدوة تبثها على مسمع ومرأى تلك الدماء وهذا الحصار وذاك القهر، محاولة إلهاء الأمة عما يجول في أرضها وبلادها، أو على الأقل لكي تقبل بالأمر الواقع والوقوف منه موقف اللامبلاة، بل وأخبث من هذا وذاك محاربة الأمة في صلب عقيدتها باتخاذها أسماء منافية لجوهر عقيدتها كما في برنامج معبود العرب "Arab Idol".
وكان للسلطة ورئيسها ووزير أوقافها شأن وشؤون في دعم كل ما يحط من ثقافة الأمة وصرفها باتجاه ثقافة الخنوع ومهرجانات المجون ومسابقات ملكات الجمال، لتضيف إلى رصيد انجازاتها الوهمي صفرا كبيرا وصدى حجر ألقي في ماء آسن فارتد رشقه في وجوهها.
فها هو رئيس السلطة يتصل قبل أيام بالبرنامج ومرشحه متمنيا له الفوز، وكأن ذلك الرئيس الذي فشل في كل شيء لم يجد ما يتعلق به إلا نغمات كوفية خرقاء حطها البين على أرض فلسطين أو فلنقل جزء من أرض فلسطين بعدما تنازل عن بقيتها ليهود.
وها هو وزير أوقافها الهباش يهفو لمسامع الغناء والاختلاط والسفور ردا على فتوى تحرم متابعة ذلك البرنامج.
بل وقد ذكرت وكالة معا أن السلطة "العتيدة" قد استطاعت أن تحصل للمغني على تصريح بدخول الضفة، فأي سلطة تلك التي تعمل بجد لجلب مغن لأراضيها وتتذلل ليهود كي يعطوا المغني تصريحا كما يعطون رئيس وزراء تلك السلطة؟!!.
ويبدو أن رجس السلطة قد أصاب كل من دخلها، فها هو النائب عن حركة حماس يحيى موسى يحاول أن يضفي شرعية على تلك البرامج وعلى من فيها مدعيا أن ذاك المغني هو سفير لفلسطين مسرى رسول الله الأرض المباركة، معتبرا أن "الفن الشعبي على وجه الخصوص يمثل مكونا أساسيا وأصيلا من مكونات الثقافة الوطنية وجزءً مهماً من سمات وعناصر الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني التي من الواجب حمايتها والحفاظ عليها وتنميتها"، حيث عزف على نفس الوتر الوطني الذي هو مقتل قضية فلسطين بل وغاية من غايات ذلك البرنامج، بتأكيد الوطنيات المقززة التي ما جلبت الا الدمار والتخلي عن قضية فلسطين، الأرض مباركة التي يوجب الإسلام وتقتلها الوطنية وتسوغ التفريط بمعظمها، فإن كان هذا كلام نائب عن حركة نسبت نفسها للإسلام فكيف بحال من نسب نفسه للوطنية؟!! متناسيا أن فلسطين وشعبها المقدام يمثلهم من يقارع الاحتلال في ميادين الفكر والقتال ويتطلع إلى تحريرها كاملة وعودتها للأمة الإسلامية، لا من يطرب أذان أمة اغتصب أقصاها واستبيحت دماؤها.
فتلك الفضائيات ما انحازت يوما لمشاعر الأمة الصادقة المخلصة، ولا تأتي على ذكر الخلافة مشروع الأمة وأملها، أو قيم الإسلام الصافية النقية أو بطولات المسلمين بقدر ما تمجد قيم الغرب وثقافته وهي تجتر البرامج الغربية لتعربها!.
إن استعمال تلك البرامج والأسماء التي أطلقتها ما هو إلا جزء لا يتجزأ من رياح وسموم الغرب التي ينفثها في قلوب المسلمين استمرارا للحرب الحضارية بين الإسلام وبين الحضارة الغربية التي أدركت أنها لن تهزم الإسلام ولكنها قد تحاول نزعه من قلوب ومشاعر المسلمين وتمييع ذوقهم.
فهل يعي المسلمون حجم الهجوم الحضاري على إسلامهم ويدركوا الدور الخبيث الذي تلعبه وسائل الإعلام المضللة ومن وراءها من الحكام الأتباع والغرب الاستعماري الكافر فيحذروه؟
(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
22-6-2013