تعليق صحفي
سفارات الغرب ومؤسساته في بلاد المسلمين أوكار للتجسس وشراء الذمم ونشر الفساد
أوردت وكالات الأنباء أن قنصلية بنغازي لم تكن قنصلية، بل منشأة تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه)، كانت تستخدمها كمقر لعملية جمع الصواريخ المضادة للطائرات والمحمولة على الكتف، والتي انتشرت في ليبيا بشكل واسع بعد انهيار نظام معمر القذافي.
ليس غريباً أو اكتشافاً أن تكون سفارات الدول الاستعمارية، وعلى رأسها أمريكا، أوكاراً للتجسس على المسلمين في عقر بلدانهم، أو أن تكون منطلقاً لصناعة العملاء وشراء الذمم، أو مراكز للتبشير أو نشر الرذيلة في أوساط المسلمين، لكن جديد الأخبار هو أن تفتضح علناً سفارة أو قنصلية هنا أو هناك.
فبعد أن أقامت أمريكا والدول الغربية الاستعمارية الدنيا ولم تقعدها، جراء الهجوم المذكور ومقتل السفير الأمريكي، وبعد أن حشدت الحشود الإعلامية والمسيرات وفتاوى مشايخ السلاطين ضد هذا الهجوم، وزعمت أن هذه القنصلية محض سفارة دبلوماسية، وأن موظفيها والمتعاونين معها حمائم سلام ودعاة لرخاء الشعوب، تكشف وكالات الأنباء الأمريكية ما كان سراً، وهو أن هذه القنصلية كانت منشأة عسكرية سرية، لجمع الأسلحة أو توزيعها أو شراء الذمم واثارة الفتن، وما خفي من وظائفها أعظم.
إن الحوادث تكشف يوماً بعد آخر أن أمريكا والدول الاستعمارية تتعامل مع المسلمين تعامل الأعداء، وأن سفاراتها هي أوكار للتجسس على المسلمين، ولقد بات ذلك ظاهراً، ففي مصر على سبيل المثال لا الحصر، كشفت مصادر مطلعة عن معلومات تفيد بوجود عناصر استخباراتية تعمل تحت غطاء دبلوماسي، وأن "سفارات الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإسرائيل وروسيا وبريطانيا...، من أبرز الدول التي تهتم بالتجسس على الشأن المصري، وينقلون تقارير مهمة عبر حقائب دبلوماسية...". ومثل مصر بقية بلدان المسلمين.
كما أن مؤسساتها المنتشرة في بلاد المسلمين لها أهدافها العدوانية الخبيثة، ولو تسترت تحت غطاء الأعمال الإنسانية والجمعيات الخيرية والتنموية وغيرها فكل ذلك تمويه، فأمريكا ترى المسلمين أعداءها، وهي تخدعهم بهذه المؤسسات "فالحرب خدعة"، وهي تتربص بهم الدوائر، وتخشى أن تقوم لهم دولة، دولة الخلافة، فتقتلع نفوذها الاستعماري من بلادهم، وتبتر أيديها التي تسرق خيراتهم ونفظهم، وتسعى لإنهاء شرورها من العالم بأسره.
إن المتعاونين مع هذه السفارات من المسلمين، والمرتمين في أحضان الغرب وعلى رأسه أمريكا، والذين ينسقون مواقفهم السياسية وفق الأجندات الأمريكية الغربية، كما يفعل الائتلاف السوري وحكام الثورات الجدد، إن هؤلاء يقفون في صف أعداء المسلمين ضد أمتهم، ولا يشفع لهم قائمة الحجج الواهية التي يتذرعون بها، فأمريكا تستخدمهم في حربها ضد المسلمين.
إن الواجب على المسلمين أن يعاملوا أمريكا معاملة العدو، وهي التي لا زالت تلغ في دماء المسلمين في العراق وأفغانستان، وتحرّض تابعها بشار على ارتكاب المزيد من المجازر والقتل لتتمكن من فرض أجنداتها في الشام، فيجب على المسلمين جميعاً أن يقتلعوا نفوذها من بلادهم، وينهوا وجودها العسكري والدبلوماسي والاقتصادي من بلدانهم، وينبذوا الحكام النواطير أتباعها، ويرفضوا مشاريعها وكل من يروج لها، وأن لا ينخدعوا بألاعيبها وتضليلها الإعلامي، وأن يغذوا الخطى لإقامة الخلافة التي ستحقق كل ذلك وتلقن أمريكا درساً ينسيها وساوس الشياطين جراء تجرئها على المسلمين وبلدانهم، وتخلص العالم من طغيانها وظلمها الذي أصاب البشر والشجر والحجر.
وإن ذلك كائن قريباً بإذن الله.
(وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا)
15-5-2013