أعضاء الشهداء والأسرى لم تسلم من جرائم يهود فهل من معتصم؟
التفاصيل
نشرت وكالة معًا الإخبارية ووكالات أخرى عديدة بتاريخ 14-11-2009م خبرًا بخصوص سرقة دولة يهود لأعضاء الأسرى والمتاجرة بها، قالت فيه أن اجتماعًا غير عاديًا لمجلس جامعة الدول العربية سينعقد في القاهرة برئاسة سوريا لمناقشة أوضاع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وشدد وزير شؤون الأسرى والمحررين (في سلطة رام الله) عيسى قراقع في تصريح له في القاهرة على ضرورة البدء بحملة عربية على مستوى دولي لتقديم الدعم القانوني والسياسي اللازم للأسرى. كما جاء في الخبر.
وقال رياض الأشقر مدير الإعلام بالوزارة المقالة (في سلطة غزة) بأن على الدول العربية أن تُفَّعل الجانب القانوني عبر لجان حقوقية خاصة تشكلها الجامعة العربية لدراسة تلك الملفات والوصول إلى الأمم المتحدة لإجبار الاحتلال على وقف ممارساته القمعية ضد الأسرى. كما نقلت وكالة معًا.
لقد تم إثارة موضوع سرقة دولة يهود لأعضاء الأسرى والشهداء بشكل عام بعد تقرير نشره الصحفي السويدي "دونالد بوستروم" في صحيفة "أفتونبلاديت" السويدية بتاريخ 17-8-2009م قال فيه : "إسرائيل كانت تعتقل شبانا فلسطينيين في الليل وتقتلهم وتستأصل أعضاءهم وتدفنهم بسرية". وتساءل عن سبب قرار تشريح جثامين الفلسطينيين الذين يسقطون برصاص الجيش الإسرائيلي مع أن سبب الوفاة واضح ومفهوم.
ثم وبعد حوالي شهر من ذلك خرجت السلطة الفلسطينية عن صمتها لتعلن تشكيل لجنة لمتابعة سرقة الأعضاء مؤكدة أنه وعلى ضوء النتائج ستتخذ السلطة مواقفها. الجزيرة نت.
والآن وبعد حوالي شهرين من تشكيل السلطة للجنتها اتخذت السلطة موقفها الحازم وهو اللجوء لجامعة الدول العربية، وكذلك فعلت سلطة غزة حيث دعت إلى إجبار الاحتلال على وقف ممارساته من خلال ما أطلقت عليه تفعيل الجانب القانوني عبر لجان حقوقية خاصة تشكلها الجامعة العربية لدراسة تلك الملفات والوصول إلى الأمم المتحدة!!
إن كيان يهود كيان بغيض مفسد في الأرض بكل معنى الكلمة فقد قام على اغتصاب الأرض ونهب الأموال والتجارة بالنساء وتعذيب الناس وقتلهم وأخيرًا سرقة أعضائهم واستخدامهم كحقل تجارب على أدوية جديدة، حيث كشفت منظمة التضامن الدولي الإنسانية أن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يتم استخدامهم كعينات مخبرية حية لتجريب الأدوية الجديدة المنتجة في مختبرات وزارة الصحة الإسرائيلية وقياس تأثيراتها على الوظائف الحيوية لأجسامهم.
إن اللجوء لما يسمى بالشرعية الدولية التي أضفت الشرعية على كيان يهود ودعمته الدول القائمة على هذه الشرعية المزعومة بالمال والسلاح والتأييد السياسي هو انتحار بكل المقاييس، لأن اللجوء للشرعية الدولية يعني تسليم قضايا المسلمين للذبّاحين الرأسماليين مهما اختلفت أسماؤهم، وكأننا أمة بلا إرادة! مع أن بنا قوة لو وضعت مواضعها لأنتجت ما يُذهل المسلمين أنفسهم فضلا عن أعدائهم. وقد كان المسلمون الأوائل لا يمكنون الكافرين من آذانهم فما بالكم بتسليم أمر الأمة للطواغيت المجرمين، فقد قال ربعي بن عامر: (إن مما سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلموعمل به أئمتنا ألا نمكن الأعداء من آذاننا..) البداية والنهاية" (7/39)، و"تاريخ الطبري" (2/401(.
وهو مدعاة للخذلان والعقاب من الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) بَلْ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ).
وإن اجتماعات جامعة الدول العربية (وهي في حقيقتها مفرّقة) سواء زينوها بصفة العاجلة أم الطارئة أم غير العادية أو غير ذلك، وسواء أكانت على مستوى المندوبين أم وزراء الخارجية أم على مستوى الرؤساء، لم تخرج بفعل يصب في نصرة أية قضية من قضايا المسلمين منذ أكثر من ستين عامًا، ولم تكن إلا أداة لتسويق الوصفات الغربية المدمرة لقضايانا.
فها هي دولة يهود تعيث فسادًا في الأرض المباركة، والمسلمون تفرقهم الوطنية وميثاق جامعة الدول العربية المزعومة، وتترك يهود يستأسدون على أهل فلسطين بينما جيوش المسلمين التي تعد بالملايين مكبّلة بأمر الحكام، فمن لهؤلاء الأسرى ؟ من لهؤلاء الشهداء؟ من لأرض الإسراء والمعراج؟
ليس لنا إلا أن نقول : (واجعل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً)، ونعمل بكل قوة وبعلو همة لتغيير هذه الأنظمة وفق منهج النبي (ص) لوضع القرآن موضع التطبيق ونطلقه من على الرفوف ليُعمل به، وتزحف جيوشنا الجرارة مكبرة الله أكبر فتمحو من الوجود كيان يهود البغيض وتنطلق حاملة رسالة الإسلام للعالمين من خلال تحقيق بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإقامة الخلافة الراشدة.