الدول ذات السيادة والسلطان لا تقام باستجداء القرارات الدولية
التفاصيل
نقلتالبي بي سي العربيةتصريحات عريقات -كبير المفاوضين الفلسطينيين- من "أن الفلسطينيين يعتزمون التوجه إلى مجلس الأمن الدولي، والتي قال فيها "استطعنا أن نصدر قرارا في الجامعة العربية خلال اجتماع وزراء الخارجية الذي عقد الخميس الماضي وأن نحصل على دعم وتأييد عربيين بالذهاب إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967".
إن القيادات الفلسطينية التي حشرت قضية فلسطين في مسار التسوية لا زالت تصرّ على تقزيم القضية، وعلى حشرها ضمن أزقة المحافل الدولية وفي القرارات الدولية، وهي لا يمكن أن تفكر خارج إطار الشرعية الدولية الظالمة، وها هي تطالب اليوم بإضافة قرار جديد إلى قائمة القرارات الدولية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، بل كانت كل القرارات الدولية ضمن سلسلة التآمر الدولي على فلسطين.
وهذه التوجهات تؤكد تآمر الأنظمة العربية التي دعمت قرار اللجوء لمجلس الأمن، فبدل أن ينتفض الحكام –لو كان بهم بقية من نخوة- أمام التهديد المستمر من قبل قادة الاحتلال، يصر هؤلاء الحكام على الانحناء أمام قادة يهود ويستمرون بنهج الاستخذاء، وبدل أن يحركوا جيوشهم الرابضة في ثكناتها لخلع الاحتلال من جذوره، يتوجهون لمجلس الأمن الظالم.
إن الدول ذات السيادة والسلطان لا يمكن أن تقام من خلال القرارات الدولية بل تقيمها الأمم التي تحمل المبادئ الحية، وتسندها الجيوش التي تحمل الذخيرة الحية، أما أشباه الدول وأشباه الحكام فتحتاج إلى القرارات الدولية للاعتراف بها، وتحتاج إلى التمويل الدولي لتسيير شؤونها.
إن ثقافة الخروج على الشرعة الدولية لا تدور في عقول الحكام وأشباه الحكام الذين سُلّطوا على الأمة الإسلامية، وبالتالي فلا يمكن أن يتمخض عن قراراتهم وتوجهاتهم أي خير لفلسطين وأهل فلسطين.
إن الأمة الإسلامية أمة حية لا يمكن أن تستمر بالسكوت على هؤلاء الظلمة الذين أوردوها موارد الهلاك، وفرطوا بالبلاد والعباد لصالح الكفار المحتلين، بل ستأخذ على أيدي الظلمة وستملك زمام أمرها وتطبق دين ربها وستنسي الكفار المحتلين وساوس الشيطان.