تعليق صحفي
حكام ما بعد الثورة المصرية على خطى مبارك! والثورة يجب أن تستمر
بكلمات صريحة ودون أدنى مواربة، يعترف الرئيس المصري محمد مرسي بوجود تعاون أمني مصري "اسرائيلي"، معتبراً أن هذا التعاون ليس جديدا!، لكنه لم يذكر وجهة هذا التعاون وضد من وما هي أهدافه؟ كما لم يأت الرئيس المصري على ذكر ما اقترفته قوات نظامه من هدم للأنفاق وتضييق للخناق على أهل غزة المحاصرين.
وبنفس الصراحة يؤكد مرسي تعاونه "المتبادل" مع الإدارة الأمريكية ويؤكد أن علاقة نظامه مع أمريكا علاقة جيدة، ويحاول تجميلها بوصفها بالندّية، وأن الرئيس الأمريكي يقف معه في هذه المرحلة الدقيقة!.
إن هذه التصريحات تؤكد استمرار سير حكام ما بعد الثورة المصرية على نفس خطى مبارك في علاقتهم مع يهود وأمريكا.
إن من البديهي الذي لا يحتاج لأي تذكير أن كيان يهود، الذي يتعاون معه نظام مرسي، هو كيان مغتصب لمسرى رسول الله، وهو كيان غير شرعي، لا تبرم معه أية اتفاقيات، ولا تقام معه أية علاقات، فكيف بالتعاون الأمني معه؟! كما لا يخفى على أحد أن هذا التعاون غايته حفظ أمن يهود وهو موجه ضد كل من يهدد أمنهم، وحوادث سيناء، وهدم الأنفاق وإغراقها بالمياه العادمة والعوائق "الأمنية" على معبر رفح، شاهد على هذا التعاون الأمني وعلى أهدافه المخزية.
كما من البديهي كذلك، أن أمريكا عدوة للإسلام والمسلمين، وهي لا تريد خيراً لهم بل هي دولة استعمارية تحتل أرضهم وتنهب ثرواتهم وتدعم عملاءها الطواغيت، أمثال الأسد الذي يرتكب المجازر بحقهم، وتدعم كيان يهود في عدوانه المستمر على أهل فلسطين، فكيف لرئيس دولة يحترم عقول الآخرين أن يزعم أن هذه الدولة تقف بجوار مصر وأن رئيسها يقف معه في هذه المرحلة الدقيقة موهماً السامع بأن هذا الموقف هو موقف نديٌّ بلا مقابل؟! أي استخفاف بعقول الناس هذا وأي إغفال لأبجديات السياسة التي لا تخفى على أحد؟!
إن هذه التصريحات لا تكشف مستوراً إذ تؤكد على أن النظام الذي اطاحت الثورة برأسه لا زال جاثماً على صدور أهل مصر، وأن المواقف المخزية لمبارك ونظامه وتعاونه مع يهود وخضوعه للنفوذ الأمريكي لا زالت كما هي لم تتغير، وإن حاول مرسي تجميل تلك المواقف ببعض المكياج التالف والأوصاف التي ليس لها من الحقيقة من حظ.
إن المواقف المخزية لمبارك، وخضوعه المذل ليهود وأمريكا، وتآمره على أهل غزة وفلسطين، كانت سبباً من الاسباب الرئيسة التي أدت إلى تحريك الشارع المصري ضده وضد نظامه، وإن تكرار هذه المواقف من قبل محمد مرسي لن يغير من موقف أهل مصر تجاه أعداء الأمة وتجاه إخوانهم في غزة وفلسطين شيئا، بل ستزيد من حنقهم، ولن تفلح محاولات تجميل هذه المواقف المخزية، بعبارات وأوصاف بائسة، من تمريرها على أمة ثائرة.
إن هذه التصريحات وهذه المواقف المستنسخة "المحسنة!" عن مواقف النظام السابق تؤكد على ضرورة استمرار الثورة حتى تغيير النظام وقلعه من جذوره وإقامة نظام ينبثق من عقيدة الأمة ويحكمها بشريعة ربها، خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة. وحينها تُكافَأ التضحيات التي بذلت والدماء التي سفكت بثمرة في الدنيا ترضي الله ورسوله والمؤمنين. وإن ذلك واجب وأمانة في أعناق أهل مصر والمسلمين.
21-4-2013