تعليق صحفي
منظمة "التحرير"، ضيّعت البلاد ونشرت الفساد وهي اليوم تحارب الحجاب!
رأت منظمة "التحرير" من خلال بيان أصدرته حنان عشراوي باسم الدائرة الإعلامية والثقافية فيها، أن إعلان إدارة جامعة الأقصى فرض "الزي الشرعي" على طالبات الجامعة، يعتبر قراراً "طالبانياً" متشددا ولا يلتزم بحقوق الإنسان ولا ينصف المرأة ودعتها للتراجع عنه، ودعت للوقوف بوجه هذا القرار بصلابة.
يوماً بعد آخر، يظهر الوجه القبيح لمنظمة زعمت تحرير أرض مباركة فضيّعت البلاد وسعت لإفساد العباد ليكونوا فريسة سهلة لأعدائهم!
فمنظمة "التحرير" لم تخجل بتبنيها هذا الموقف المخزي الذي ينفصل عن فكر الأمة وشعورها، واصطفت بذلك في صف أعدائها المستعمرين الذين يحاربون المسلمين في دينهم وعقيدتهم علاوة على احتلال بلادهم ونهب خيراتهم!.
لم تنطلق منظمة "التحرير" في انتقادها لجامعة اختارت لنفسها لباساً خاصاً (وهو في هذه الحالة اللباس الشرعي وهو أمر تقر به الحريات الكاذبة)، لم تنطلق من منطلقات الحرية كما زعمت عشراوي في بيانها، وإلا فأين موقف منظمة "التحرير" لما تعلق الأمر بمنع الحجاب، عندما حظرته فرنساً؟! أليس في فرنسا مواطنون من أهل فلسطين –الذين تزعم منظمة "التحرير" تمثيلهم- تضرروا من هذا الحظر الجائر الممتلئ بالحقد؟! أم أن التغني بالحريات وحقوق المرأة تتقنه منظمة "التحرير" عندما يكون سيفاً في حرب الإسلام وأهله وتكريساً للاستعمار الثقافي، ويصيبها العمى عنه إذا كان لصالح المسلمين وحقاً طبيعياً لهم يحفظ خصوصيتهم؟!
ثم ما هذه الحريات التي ترى حقوق المرأة في سفورها وفساد أخلاقها، بينما ترى في عفتها انتقاصا لحقوقها؟! أليس ذلك غمز ولمز بالإسلام وأحكامه؟ ألم يفرض الإسلام على المرأة اللباس الشرعي وحرم عليها كشف العورات؟! لماذا هذا الانسياق وراء الغرب الاستعماري ودعواته لإفساد المسلمين؟! حتى وصل بهؤلاء الحال أن يستخدموا عبارات أمريكا في تبريرها لحربها ضد الإسلام وأهله، بتسمية اللباس الشرعي الذي نص عليه الإسلام "طالبانياً"!
إن تاريخ منظمة "التحرير" ووليدتها المسخ السلطة الفلسطينية حافل بالفساد الذي يكرس الاستعمار الثقافي والتبعية للغرب، فمنذ أن أنشأت السلطة جلبت على أهل فلسطين شتى صروف الفساد التي ينكرها أهل فلسطين المسلمون، فمن مسابقة ملكة الجمال إلى عروض أزياء إلى مباريات كرة قدم نسائية إلى الحفلات الماجنة والمختلطة وغيرها الكثير مما يصعب حصره، وهو ما صرح به كبير من كبرائهم (جبريل الرجوب) عندما اعتبر أن ظهور المرأة كاشفة لعورتها حضارة!، وأن لباسها الشرعي تخلف! (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا).
إن منظمة "التحرير" هذه دخيلة على أهل فلسطين، وإن كان منها من يتكلم بلساننا ومن أبناء جلدتنا، ففلسطين بلاد إسلامية جزء من أمة عريقة وكل من يحاول سلخها عن عمقها الطبيعي الاسلامي وجذورها العقائدية إنما هو متربص بها عدو لها.
إن منظمة "التحرير" قد استمرأت التبعية، وهي بوليدتها المسخ، باتت أداة مسلطة على رقاب أهل فلسطين وحارس لا تغفل له عين عن حفظ أمن يهود المحتلين، ومن كان هذا حاله فليس غريباً عليه أن يستمرئ التبعية الفكرية والثقافية، لكن الواجب على أهل فلسطين أن يضعوا حداً لهؤلاء وأن يرفعوا الصوت عالياً في وجههم وينكروا جرائمهم السياسية والخلقية والاقتصادية.
(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
27-1-2013