تعليق صحفي
أهل فلسطين هم الطرف الأقوى والذي لا يمكن تجاوزه في معادلة الصراع مع يهود
لا السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير وأزلامهما
قال رئيس وزراء كيان يهود، بنيامين نتانياهو، في مقابلة له مع صحيفة جيروساليم بوست الصادرة باللغة الإنجليزية في مقابلة مطولة له تحدث خلالها عن عملية السلام وحقيقة الصراع: "فمعاهدات السلام لا تحمينا، وما يحمينا هو الأمن، وما يحمينا هو مقدرتنا على أن ندرك أننا بحاجة إلى أمرين: الأمر الأول هو تغيير نظرة الفلسطينيين للدولة اليهودية وبالتالي اعترافهم بضرورة أن يتقبلوا فكرة دولة يهودية قومية للشعب اليهودي، إذا أرادوا الحصول على دولة فلسطينية، وإنهاء الصراع معنا مرة واحدة وإلى الأبد. أما الأمر الآخر فهو أن نعترف أنه حتى لو تقبلت القيادة الفلسطينية دولة يهودية ونهاية للصراع، فهذا لا يكفي لأن تتجذر تلك الفكرة لدى الجمهور الفلسطيني. بالتالي عليهم أن يغيروا من طريقة تربيتهم لأطفالهم، ويوقفوا الدعاية الإعلامية التي يبثونها عبر إعلامهم الرسمي. وحتى لو تحقق ذلك، فلا بد لنا من ضمانات تحمينا من أي تغيير ممكن في الفئة الحاكمة والذي قد يترتب عليه تغيير في الخط السياسي في المنطقة الفلسطينية، وهذا ما يجعلنا بحاجة إلى ترتيبات أمنية متينة جدا جدا لحماية إسرائيل."
تأتي هذه التصريحات لتؤكد على أنّ قادة يهود يدركون أنّ حقيقة الصراع لا يدور بينهم وبين عباس وسلطته، وأنّ من يملك أنّ ينهي هذا الصراع هم المسلمون وليس قادة السلطة ومنظمة التحرير، إذ لو أراد يهود أن يواصلوا ما يُسمى بعملية السلام مع السلطة وقادتها لتمكنوا من إنهاء المشوار معهم منذ زمن بعيد، إذ لا مانع عند السلطة وأزلامها في بيع فلسطين وتسليمها لقمة سائغة لكيان يهود وإلى الأبد، كما صرح بذلك عباس في لقائه مع القناة الثانية "الإسرائيلية" يوم 1/11/2012، ولكن الذي يقف حجر عثرة أمام عملية السلام وتصفية القضية هم أهل فلسطين والمسلمون، لأنهم هم إن سالموا كيان يهود تحقق الأمن لهم وإن عادوه فلن يحلم كيان يهود بأمان في بلاد المسلمين، وهو ما أشار إليه نتانياهو في كلامه بالقول: "عليهم أن يغيروا من طريقة تربيتهم لأطفالهم"، لأنّه يعلم أن المسلمين في فلسطين يرضعون أبناءهم لبن الإسلام والعقيدة الإسلامية التي تأبى أن يصبح معتنقها عبدا للمستعمر وخائنا لأمته وكفاحها الممتد عبر التاريخ، منذ الفاتح عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي فتح بيت المقدس وأحال فلسطين وأرض الشام إلى أرض إسلامية، إلى يومنا هذا.
وكذلك أتت تصريحات نتانياهو لتؤكد على مدى خوفه من تبدل القيادات مما يعني بالنسبة له أنّ ما تبرمه القيادة الحالية لن يعني شيئا لمن يخلفها، فهو مرة أخرى يذهب بعيدا إلى جوهر الصراع لا إلى شكل الصراع وأدواته الحالية، فهو يعلم أنّ السلطة بعباسها وفياضها وهباشها قد تصبح أثرا بعد عين في لحظة ما، إما من خلال تغيير للوجوه أو من خلال تغيير حقيقيي يزيل كل وجوه هذه المرحلة، وحينها سيعود كيان يهود في مواجهة المسلمين والأمة الإسلامية.
والخلاصة أنّ قادة يهود يعرفون أن صراعهم هو مع المسلمين والإسلام وليس مع السلطة وأزلامها وأدواتها، وهذا ما يجب أن يدق جرس الإنذار عند كل من نأى بنفسه عن مؤامرات الحكام والسلطة لتصفية القضية ظانا نفسه لا يقدم ولا يؤخر في المعادلة، ليستعيد الثقة بنفسه وبدوره وبقدرته على التأثير في المعادلة، فالمسلمون وأهل فلسطين إن وقفوا في وجه السلطة ومؤامراتها لتصفية قضية فلسطين، لن تمر اتفاقية سلام أو ينتهي الصراع حتى وإن طبل المطبلون وزمر الإعلاميون وعلت الأبواق ورقص المهرجون فرحا وترويجا لخطوات ذليلة على طريق تصفية القضية.
19/1/2013