تعليق صحفي
الأمة تسعى لاجتثاث كيان يهود وملك الأردن يسعى لتثبيت أركانه!
قال الملك عبد الله الثاني عن عملية السلام "أنا متفائل بحذر، فالصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو السبب الرئيس لانعدام الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وخارجها ويعد إيجاد حل لهذا الصراع الأولوية الأولى في السياسة الخارجية الأردنية". وأضاف "أنا أرى بوضوح وجود فرصة للوصول إلى حل للصراع لا يمكننا أن نفوتها من جديد وسوف تبرز هذه الفرصة ابتداء من الشهر القادم بعد الانتهاء من تسلم الرئيس أوباما لسلطاته في فترته الرئاسية الثانية وإجراء الانتخابات الإسرائيلية."
السلام مع كيان يهود يعني تثبيت أركانه على الأراضي المحتلة التي اغتصبها هذا الكيان المسخ عام 1948، وهو يعني وفق المبادرة العربية المخزية للسلام تطبيعاً كاملاً من كافة الحكومات في البلاد العربية والإسلامية مع هذا الكيان لقاء دويلة هزيلة يمنحها للفلسطينيين على الأراضي المحتلة عام 1967، وهو يعني تنسيق المواقف مع هذا الكيان ضد تحرك الأمة الرامي للتخلص من النفوذ الاستعماري في المنطقة وإبقائها تحت هيمنة أمريكا وأوروبا.
ومع ذلك كله، يُعرض كيان يهود عن كل تلك المغريات، ويُحجم عن تلبية أماني هؤلاء الحكام الذين أفنوا أعمارهم وأعمار أبنائهم في الحفاظ على أمن هذا الكيان المغتصب، ويصر قادته بعنجهيتهم على صفع الحكام مرة تلو الأخرى، وليريقوا ماء وجوههم لكن دون إحساس أو حياء أو خجل من هؤلاء! بل يستمروا في خدمة هذا الكيان والدول الاستعمارية في المنطقة.
وإلا فما الذي يدعو ملك الاردن ليتفاءل بالسلام وفرصه مع هذا الكيان المحتل، وهو موغل في مصادرة الأراضي، وبناء المستوطنات والاعتقالات وتهويد القدس؟!
وما الذي يدعو ملك الأردن إلى الحرص على عدم تفويت الفرص لتثبيت أركان هذا الكيان في الوقت الذي يتحدث قادة الغرب عن اقتراب زواله عن الخارطة؟!
وما الذي يدعو ملك الأردن ليروج لهذا الكيان البغيض وهو يرى الأمة تتطلع لاجتثاثه وقد جعلت من ثوراتها سبيلاً لتذليل العقبات أمام تحرير الأرض المباركة واستعادة مسرى الرسول الأكرم؟!
إن هؤلاء الحكام يثبتون يوماً بعد آخر أنهم ليسوا من جنس الأمة، وأنهم حريصون على أمن كيان يهود حرصهم على أبنائهم بل أشد حرصاً، الأمر الذي يؤكد أنهم كانوا ولا زالوا حجر عثرة أمام تحرير فلسطين، وأن كيان يهود لم يكن ليثبت له موطئ قدم لولا سهرهم على أمنه.
فلتغذ الأمة الخطى في إكمال ثورتها للإطاحة بكل هؤلاء الحكام الجبريين، ولتبايع خليفة راشداً ليجمع شملها ويسير في جيشها لتحرير مسرى نبيها.
وإنا لنرى ذلك قريباً بإذن الله.
(وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ*بِنَصْرِ اللَّه)
13-1-2013