تعليق صحفي
المالكي يبرر التطبيع بحجج سخيفة! وفلسطين تنتظر الفاتحين لا المطبعين
قال وزير خارجية السلطة إن الوفد المقرر أن يزور رام الله بالضفة الغربية السبت المقبل لن يمر عبر حواجز "إسرائيلية"، وذكر المالكي أن رحلة الوفد العربي ستتم من العاصمة الأردنية إلى رام الله بمروحية أردنية وأنه لن يكون هناك أي ختم على جوازات السفر ولن يتم إعطاء الجانب "الإسرائيلي" أية قوائم عن أسماء الوفود وتركيبتها، وذلك من أجل تسهيل الأمر على الأشقاء وزراء الخارجية!.
قادة السلطة يقرون ويعترفون بأنهم تحت الاحتلال بل إن رئيسهم وصفه بأرخص احتلال في التاريخ، والمالكي وبقية أزلام السلطة والمنظمة يتنقلون بين المدن الفلسطينية ويسافرون خارج البلاد عبر ببطاقات VIPالتي يمنحها لهم كيان يهود.
والحال كذلك، فإن ادّعاء المالكي بأن هذه الزيارة الدبلوماسية لا تمثل تطبيعاً، بمجرد أن كيان يهود لن يختم على جواز سفر الزوار، موهماً أن الزوار سيصلون رام الله بلا إذن من كيان يهود المحتل، هو ادعاء باطل وهو تضليل بل سخف سياسي وسذاجة. ويكذبه الواقع المحسوس وتصريح الناطق باسم وزارة خارجية يهود الذي قال فيه "إنّ زيارة أي شخص إلى الضفة الغربية سواء أكان أمير قطر أو غيره منوطة بموافقة إسرائيل على ذلك حسب الاتفاقيات الموقعة سابقا".
إن زيارة الوفد العربي، أمين الجامعة العربية ووزراء خارجية بعض الدول العربية، هي جريمة منكرة، فهي تطبيع مع المحتل وتعطي صبغة شرعية لاحتلاله للأرض المباركة، وأي عار ذاك الذي سيسربل هؤلاء وهم يدخلون الأرض المقدسة صاغرين تحت احتلال يهود؟! وأي عار يوصمون به ووراءهم جيوش لو زمجرت لاقتلعت هذا الكيان الغاصب من جذوره؟!
لكن أنّى لهؤلاء الأقنان أن يقفوا مواقف الحكام الأعزاء؟! تلك مواقف لم يمارسوها من قبل فلا يتقنونها البتة.
إن جدول أعمال الوفد المعلن يزيد من جرم هؤلاء، فهؤلاء وفدوا إلى فلسطين المحتلة ليعقدوا اجتماع لجنة المبادرة العربية التفريطية، وليوجهوا دعوة لاستئناف المفاوضات مع كيان يهود السادر في غيه واستيطانه من جديد، فبئس الوافد وبئست الدعوة.
إن فلسطين تنتظر الفاتحين أمثال القائد صلاح الدين الأيوبي الذي رفض الابتسام وبيت المقدس تحت احتلال الصليبيين، فلم يهدأ له بال ولم يستقر له حال حتى وحّد مصر والشام وسار بجنودهما نحو بيت المقدس محرراً.
لمثل هذا يتطلع أهل فلسطين، وهم يرقبون أمة ثارت على الأنظمة المفرّطة ويرقبون أهل الشام وهم يسيرون بخطى حثيثة ليقيموا الخلافة في عقر دار الإسلام، ليسيروا بعدها صوب بيت المقدس فيقتلعوا كيان يهود ويدخلوا المسجد كما دخله أجدادهم العظام أول مرة. وإن غدا لناظره قريب.
26-12-2012