تعليق صحفي
رجالات السلطة يحتفلون بدولتهم الورقية
وكيان يهود يحتفل بتوسيع مستوطناته للتأكيد على وهم الدولة الفلسطينية
في الوقت الذي يحتفل فيه رجالات السلطة بالعضوية الغير مكتملة "دولة عضو- بصفة مراقب" في الأمم المتحدة، يحتفل كيان الاحتلال بطريقته الخاصة من خلال توسيع الاستيطان في القدس وضواحيها وفي الضفة الغربية بحجة الرد على ذهاب عباس للأمم المتحدة.
إن قرار الاحتلال هذا يزيد في تقطيع أوصال الضفة الغربية، كما هي مفصولة عن غزة، ويجعل إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا على الأرض في حدود 67 مستحيلاً، أي صعوبة إن لم يكن استحالة تطبيق مشروع حل الدولتين الأمريكي على الأرض،
وهذا ما أغضب الإدارة الأمريكية لأن خطوات يهود هذه تهدد مصالح الولايات المتحدة وتعيق رسم خارطة المنطقة وفق الرؤية الأمريكية ومحاولاتها دمج كيان اليهود في المنطقة وجعل وجوده طبيعيا، وهذا ما جعل "وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ترفض القرار لأنه سوف يقضي بشكل نهائي على إقامة الدولة الفلسطينية"، كما نقلت الصحف العبرية والعالمية، ورد الفعل الأمريكي هذا يؤكد أن عباس ذهب للأمم المتحدة تنفيذاً لرغبة أمريكا.
إن كيان يهود يعلم تماماً أن طلب عباس العضوية لدولته الوهم في الأمم المتحدة على حدود 67 فقط، هو في نفس الوقت تأكيد على التنازل عن أكثر من ثمانين في المئة من أرض فلسطين المباركة لكيانهم للأبد، وهم يعلمون أنه أعطى مزيدا من الشرعية الدولية لكيانهم الغاصب، ولكنهم دائما يرغبون في المزيد، فهم لا يريدون التنازل عن القليل القليل لصالح دولة هزيلة في الضفة وغزة لصالح عباس وزبانيته، لذلك يؤكدون في خطوات متتالية على الأرض أنه لا يمكن إعطاء كيان ولو هزيل للسلطة ويرفضون عملياً على الأرض حل الدولتين الأمريكي الذي يعطيهم معظم فلسطين، لأنهم يريدون كل فلسطين وليس جل فلسطين.
وإن رجالات السلطة يعلمون يقيناً أن ما حصلوا عليه في الأمم المتحدة لا أثر له على الأرض، ويتخبطون في الرد على خطوات يهود المحرجة لهم أمام القلة القليلة التي تؤيدهم.
إننا والأمة ندرك أن كيان يهود لا مستقبل له في المنطقة طالما بقي مسلم يوحد الله في هذه الدنيا، فكيف إذا أدركنا أن مئات الملايين من المسلمين يتطلعون لليوم الذي يقودهم فيه خليفة المسلمين معلناً الجهاد والنفير لتحرير فلسطين والقضاء على كيان اليهود المسخ وجعله عبرة لغيره من المعتدين، وإننا نرى ذلك قريبا بإذن الله.
9-12-2012