تعليق صحفي
تصريحات كلينتون تكشف حقيقة موقف أمريكا من السلطة وذهابها للأمم المتحدة
حذرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون "اسرائيل" من اتخاذ خطوات تؤدي الى تقويض وانهيار السلطة الفلسطينية حال اعترفت الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية.
بالرغم من موقف أمريكا الرافض إعلامياً لتوجه السلطة إلى الأمم المتحدة لتقديم طلب عضو مراقب فيها، إلا أن هذا التصريح وهذه التحذيرات تكشف عن حقيقة الموقف الأمريكي تجاه ذهاب السلطة للأمم المتحدة وتجاه السلطة نفسها.
فأمريكا، في موقفها المعلن، تعارض توجه السلطة للأمم المتحدة، لكنها في الحقيقة ترى فيه خطوة للحفاظ على مشروع حل الدولتين الذي بات يتلاشى ويتآكل على الأرض، وهو المشروع الأمريكي للمنطقة، لذا فسواء صوتت أمريكا لصالح طلب العضوية أم ضده -بسبب التزامها المعلن المنحاز للمواقف "الاسرائيلية"- فهي تؤيد توجه السلطة هذا لأنه يصب في خدمة مشروعها للمنطقة (حل الدولتين).
ومن الجدير بالذكر أن حل الدولتين (مشروع منظمة التحرير الوطني!) هو رؤية أمريكية للمنطقة صاغته السياسة الأمريكية منذ خمسينات القرن الفائت في عهد الرئيس الأمريكي "ايزنهاور"، وهو رؤية تحقق ضمان أمن يهود من منظور أمريكا- التي أكدت دوماً على التزامها بأمن يهود وأن التزامها هذا صلب كالصخر- وتهدف إلى تثبيت نفوذ الاستعمار الأمريكي في فلسطين والمنطقة.
كما أن هذا التصريح يبين بشكل لا لبس فيه أن السلطة مشروع دولي لا يملك كيان يهود أن يقدم بصورة منفردة على حل السلطة دون غطاء دولي، فالسلطة نشأت بإرادة دولية ودعمتها الدول المانحة لتحقيق أهدافها الاستعمارية في المنطقة.
إن خطب السلطة والحكام لود يهود يبوء دوماً بالفشل، فبالرغم مما تقدمه السلطة لهم من خدمات أمنية "جليلة" اعترف قادتهم "بفضلها"، وبالرغم من تنازلاتها المتكررة والتي ضيعت فلسطين وقدّمت معظمها ليهود على طبق من ذهب، إلا أنهم دوماً يهددون بحل السلطة والاستغناء عن خدماتها، وفي ذلك رسالة لكل المنبطحين الذين لم يفقهوا قول الله تعالى (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) والذين سعوا إلى إضفاء الشرعة الدولية على احتلال يهود لبيت المقدس وأكنافه. فهل يعقل هؤلاء ويتعظوا من الذين سبقوهم، قبل أن يتعظوا بأنفسهم، فيقلعوا عن السير في المخططات الاستعمارية اليهودية وعبثهم بقضية فلسطين ويرفعوا أيديهم عنها لتعود قضية الأمة بأسرها؟ أم أنهم لا يملكون من أمرهم شيئاً؟!
23-11-2012