تعليق صحفي
ممالك الرأسمالية تتصدع ... أكثر من 20 ولاية في أمريكا تطالب بالانفصال عن الولايات المتحدة
نشر موقع "ياهو نيوز" تقريراً تحت عنوان "تقديم التماسات للانفصال في 20 ولاية"، جاء فيه بأنّه عقب الانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي، وقّع آلاف الأمريكيين على التماس للحصول على إذن لفصل ولاياتهم سلمياً عن الولايات المتحدة، حيث تم تقديم العريضة على الموقع الحكومي على شبكة الانترنت "نحن الشعب"، كما وصف التقرير الالتماسات بأنها كانت قصيرة وصريحة في الرغبة بالانفصال عن الولايات المتحدة وإنشاء حكومات جديدة لتلك الولايات. وأكّد التقرير على أنّ ولاية تكساس كانت الأكثر في تجميع التوقيعات، حيث بلغت أكثر من 23000 توقيعاً.
كما أشار التقرير إلى أن هذه الالتماسات ليست جديدة، حيث تم تقديم التماسات مماثلة بعد انتخابات سنة 2004 و 2008.
هذه الخطوة يمكن فهمها بسهولة في إطارها الحضاري، حيث أنّه من الطبيعي أن تدرك الشعوب فساد الحضارة أو الفكرة أو المبدأ الذي تسير عليه بلادهم بعد فترة كافية من التجربة، فكما أنهار الاتحاد السوفيتي في تسعينات القرن الفائت بعد أن كان نموذجا في القوة والقبضة الحديدية، فانهار بعد أن بان فساده واتضح لمعتنقي المبدأ الاشتراكي قصور وعجز مبدئهم عن تلبية احتياجاتهم والأخذ بيدهم نحو الطمأنينة والسعادة والخير التي يبحث عنها الإنسان بطبيعته. وكذلك المبدأ الرأسمالي، ففساد المبدأ الرأسمالي أمر لا يصعب إدراكه أو ملامسته.
ولكن من الضروري ملاحظة أنّ الاتحاد السوفيتي لم يكن لينهار بهذه السرعة لولا وجود المعسكر الغربي الذي ساهم وعمل على الإطاحة به وبمبدئه، وكذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، من السهل أن ينهارا وفي أقرب فرصة، ولكن غياب قوة أو دولة تعمل على ذلك، هو ما أخر الانهيار لغاية الآن، رغم أنّ مظاهر التصدع والتفكك واليأس جلية لدى شعوب هذه البلاد، والتي ساهم في تصاعدها الأزمة المالية العالمية الأخيرة، فمظاهرات "احتلوا وول ستريت" والمظاهرات في دول الاتحاد الأوروبي المتكرر ة أمارة على ضجر الشعوب من الحال الذي وصلوا إليه. صحيح أنّه قد تكون الأنانية والمصالح الضيقة هي أحد الأسباب المباشرة لمثل هكذا التماسات، ولكن التفكير بالذات وتقديمها على المصلحة العامة والمصالح القومية لا يحدث عند مثل هؤلاء إلا عندما يضيق بهم الحال وتشتد عليهم الأزمة.
فهي الظروف التي يهيئها الله لميلاد دولة الخلافة الإسلامية القادمة، التي تحمل مبدأ الإسلام صافيا نقيا، ينقذ البشرية ويأخذ بيدها إلى دروب السعادة والطمأنينة والخير، وهو ما يعني أنّ مهمة الخلافة في الإطاحة بالمبدأ الرأسمالي حال قيامها ميسورة ومقدور عليها بإذن الله في ظل تململ الشعوب الغربية.
13/11/2012