تعليق صحفي
بصلف ودون حياء، يعلن عباس أنه ويهود صف واحد في وجه الأمة وتطلعاتها!
في لقاء له مع صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية، قال محمود عباس "إن هذا الجمود وهذا المأزق الذي تعيشه المفاوضات والعملية السلمية سوف تقود الى نتائج وخيمة على المنطقة، وأنا هنا لا أهدد بانتفاضة ثالثة أو العودة للعمليات، إن هذا الأمر ليس في حساباتي ولكن النيران قد تندلع، لم يصلنا الربيع العربي لأنه لا يوجد لدينا ديكتاتورية، ولكن نحن وأنتم أيضا محاطون بأنظمة اسلامية، وهو يقترب منا ووصل إلى الاردن، ماذا ستصنعون عندما يصلنا الربيع العربي بسبب الاوضاع الاقتصادية الصعبة، عليكم أن تفهموا أن ما يشكل خطورة علينا سوف يشكل خطورة عليكم" .
بهذه العبارات غير القابلة للتأويل يؤكد عباس أنه وسلطته صف واحد مع كيان يهود ضد الأمة الإسلامية وتطلعاتها لإقامة الخلافة وتحرير فلسطين كاملة، ويؤكد أن تهديد أمن يهود ليس في حساباته فأمنهم هي المهمة الأصيلة للسلطة وإنهاء عذاباتهم هو ما يتطلع إليه، فعباس هنا يحذر يهود من تداعيات أن يفرز الربيع العربي ربيعا إسلامياً أو ما أسماه بأنظمة إسلامية تحيط بفلسطين تشكل خطراً على يهود والسلطة، وهو التعبير الذي اختاره عباس ليحذر من الخلافة التي ستقتلع كيان يهود وستذهبه هو وسلطته أدراج الرياح، ولا أدل على ذلك من قوله "ما يشكل خطورة علينا سوف يشكل خطورة عليكم" فيا لها من وحدة مصير ستقوده هو وسلطته إلى الهاوية وبئس المصير.
إن تخوف عباس ليس من نظام ديمقراطي أو دولة مدنية تقام على أنقاض الدكتاتورين، ولا من أنظمة تعتليها التيارات الإسلامية "المعتدلة" كما هو الحال في تركيا ومصر، التي أكدت التزامها بحفظ كيان يهود واتفاقيات العار، بل خاطب رئيسها (محمد مرسي) زعيم يهود بالصديق العزيز والعظيم والمبجل!!، فعباس يخشى ويحذر من دولة إسلامية حقيقية -لا دولة تتسمى بالإسلام وتطبق الديمقراطية الكافرة-، دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة والتي يسعى حزب التحرير لإقامتها، والتي ستجهز الجيوش لتحرر فلسطين كاملة من دنس يهود ومن الأدران التي علقت بها كعباس وسلطته.
حُق لعباس أن يخشى من قيام الخلافة لأنها ستضع حداً لكل من فرّط بفلسطين وستحاسبه حساباً عسيراً، وحُق ليهود أن ترتعد فرائصهم لأن الخلافة ستقتلع كيانهم، بل حُق لأمريكا وأوروبا أن يخشوا الخلافة التي ستنهي نفوذهم الاستعماري من المنطقة الإسلامية بصورة تامة وترد هؤلاء على أعقابهم وتلقنهم درساً ينسيهم وساوس الشياطين ويظهر هيبة المسلمين ودولتهم، تلك الدولة التي ستنهي ظلمة الرأسمالية من العالم كله وتنيره بعدل الإسلام، وإنا نرى ذلك قريبا. وإن موعدكم الصبح أليس الصبح بقريب؟!
18-10-2012